كلاش بريس / الرباط
عاد إلى الواجهة مجددًا ملف النقص الحاد في بعض الأدوية الحيوية بالمغرب، وعلى رأسها مادة “البوتاسيوم” القابل للحقن، التي تُعد علاجًا أساسيا للحالات الطبية الحرجة كاضطرابات التوازن الكهربائي ونقص البوتاسيوم في الدم، ما يهدد حياة المرضى داخل أقسام الإنعاش والمستعجلات.
هذا الإشكال ليس جديدًا، إذ طُرح قبل شهور في البرلمان من طرف النائب إدريس السنتيسي، الذي نبه حينها إلى خطورة الوضع، موجهًا سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة حول أسباب اختفاء هذا الدواء من الصيدليات والمستشفيات العمومية، وما يترتب عن ذلك من مخاطر على حياة المرضى.
ورغم مرور الوقت، لا يزال النقص قائمًا، بل تفاقم بشكل مقلق، إذ يؤكد مهنيون في القطاع أن “البوتاسيوم+ k” أصبح شبه منعدم في أغلب المستشفيات، في حين تتحدث مصادر طبية عن توفره فقط داخل مصحة خاصة واحدة، ما أثار موجة من التساؤلات حول خلفيات هذا الوضع: هل الأمر يتعلق بترتيبات في التوزيع ؟ أم الأمر يتعلق باستيراد محتمل من دول أخرى ؟
ويرى مهتمون أن استمرار هذا النقص يفتح الباب أمام المضاربة وارتفاع الأسعار في السوق السوداء، ويكشف هشاشة منظومة تدبير الأدوية وغياب المخزون الاستراتيجي الوطني للأدوية الأساسية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تطوير نظام اليقظة الدوائية وضمان عدالة توزيع الأدوية الحيوية على جميع المؤسسات الصحية.
وفي انتظار توضيحات رسمية من وزارة الصحة، تبقى حياة عدد من المرضى، خصوصًا في أقسام الإنعاش، رهينة توفر قنينة “بوتاسيوم”، بينما يتواصل القلق في صفوف المواطنين والأطر الطبية على حد سواء.

















