أزمة صامتة : مئات الأسر المغربية تبحث عن أبنائها المختفين في دروب الهجرة السرية

11 أغسطس 2025
أزمة صامتة : مئات الأسر المغربية تبحث عن أبنائها المختفين في دروب الهجرة السرية

كلاش بريس

تعيش مئات الأسر المغاربية على أمل عودة أبنائها المختفين في دول أخرى خلال هجرتهم غير النظامية إلى أوروبا.

المئات من الشباب والأطفال انقطعت كل سبل التواصل بهم منذ فترات، فيما يتواصل البعض مع عائلاتهم من حين لآخر طلبا للمال لتقديمه لعصابات الهجرة غير الشرعية التي عادة ما تحتجزهم من أجل الحصول على المال.

قال الدكتور عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن عدد المهاجرين المغاربة المختفين غير معلوم، وقد يكون ذلك ممكناً بالنسبة لمن سافروا بشكل نظامي عبر المطارات أو الموانئ البحرية، لكن يستحيل معرفة تعداد الذين هاجروا بطرق سرية وغير قانونية.

وأضاف الخضري في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن جمعيات المجتمع المدني المعنية بالهجرة لا يمكن أن تكون لديها إحصائيات دقيقة إلا على سبيل التقدير، ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على أن أعداد المهاجرين المختفين في تزايد مستمر، وهناك معطيات تشير إلى ذلك خاصة بالنسبة للمرشحين للهجرة السرية عبر تركيا، لكون هذا البلد ألغى منذ مدة التأشيرة على المسافرين المغاربة.

وأوضح أن هناك مختفين على مستوى اليونان وبعض دول أوروبا الشرقية ممن هاجروا عبر تركيا أو دول شمال أفريقيا. مقدرا أن العدد قد يكون بالمئات، مع الأخذ بالاعتبار عدم إمكانية حصر اللائحة سوى عن طريق تصريح أهاليهم باختفائهم، وهذا أمر غير مضمون لأن أغلب المهاجرين السريين لا يعلمون عوائلهم بما يعتزمون فعله.
أسباب وراء الاختفاء

وأشار الخضري إلى أن اختفاء المهاجرين المغاربة مرده إلى ثلاثة أسباب رئيسية؛ الأول يتعلق باعتقالهم من طرف سلطات البلدان المستقبلة حيث يرفض المهاجرون الإدلاء بهوياتهم الحقيقية، ويخفون هوية بلدهم الأم خشية الترحيل.

أما السبب الثاني فيتعلق بعصابات الاتجار بالبشر التي تقوم باحتجاز هؤلاء المهاجرين بغرض ابتزازهم وابتزاز عوائلهم أو حتى استغلالهم. في حين يتعلق السبب الثالث بالمهاجرين أنفسهم، حيث يختفون محاولين التأقلم في المناطق التي انتقلوا إليها أو يلتحقون بأقرانهم، وربما قد يختارون التخفي طواعية إلى حين تسوية وضعيتهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة