هل تُداوى أوجاع التهميش في بني ملال-خنيفرة بالخيام والمعارض؟

26 يونيو 2025
هل تُداوى أوجاع التهميش في بني ملال-خنيفرة بالخيام والمعارض؟

كلاش بريس /. الرباط

في نازلة تعكس عبثاً صارخاً في ترتيب الأولويات، صرف رئيس جهة بني ملال-خنيفرة أكثر من 5 ملايين درهم على تنظيم الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بخريبكة علما ان الجهة كاملة تغرق في دوامة البطالة وضعف الاستثمارات وانعدام العدالة المجالية
رئيس الجهة الذي فتح ” بزبوز ” المال العام من أجل تنظيم هذا المعرض هو نفسه الذي اقر في تصريح سابق ان الجهة ” تعيش على وقع غياب المشاريع التنموية والفلاحية، ويشتكي من قلة الدعم المركزي. الشيء الذي يعكس تناقض صارخ بين الخطاب والممارسة، يُعرّي واقع التدبير الجهوي، ويفضح كيف تُهدَر الميزانيات في تظاهرات شكلية لا أثر لها على الأرض.

مبلغ نصف مليار سنتيم كان من الممكن أن يحدث فرقاً حقيقياً لو تم توجيهه لتقوية قدرات التعاونيات، أو تمويل مشاريع مدرّة للدخل، أو دعم الشباب العاطل، أو إصلاح البنيات الأساسية المتدهورة في العالم القروي. لكن يبدو أن منطق “الاستعراض” و”البهرجة” ما يزال يحكم قرارات بعض المسؤولين، على حساب واقع اجتماعي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

المؤسف أكثر أن اللجنة المكلفة بالمهرجان لم تقدم أي تصور واضح حول الأهداف أو المردودية أو النتائج المتوقعة من هذا الحدث. لا بلاغات، لا استراتيجية معلنة، لا تواصل مع الإعلام، ولا أدنى اعتبار للرأي العام المحلي الذي يستفيق كل صباح على أرقام البطالة والفقر، ويُمنّى بالوعود في كل موسم انتخابي.

في جهة تحتاج إلى دفعة قوية في مجال التشغيل، والبنية التحتية، والتنمية المستدامة، يتم اختيار صرف الملايين على خيام ومعارض وكلمات منمّقة لا تطعم خبزاً ولا تفتح باباً واحداً أمام شباب تقطعت به سبل الأمل. هذا استخفاف بالمواطن، وعبث بالمال العام، وإصرار على ربط التنمية بالمهرجانات بدل ربطها بقرارات شجاعة تستجيب للحاجيات الحقيقية للساكنة.

أمام هذا العبث، من حق المواطن أن يسائل: من يستفيد فعلاً من هذه التظاهرات؟ ولماذا يتم تغييب ندوات صحفية تكشف عن مال هذه المليارات ؟ وهل أصبحت التنمية تختزل في الصورة الجماعية و”البادجات”، بينما تعاني دواوير بأكملها من العزلة والحرمان؟

إن ما يحصل ليس مجرد انحراف في تدبير ملف، بل هو جزء من أزمة أعمق في الرؤية والنية السياسية. أزمة لا يمكن تجاوزها إلا بمحاسبة من يسيئون استخدام الميزانية، ومساءلة من يتعاملون مع الجهة وكأنها شركة خاصة وليست مجالاً ترابياً يئن تحت وطأة التهميش والإقصاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة