كلاش بريس / خريبكة
في الوقت الذي تعاني فيه مدينة خريبكة من مشاكل تنموية مزمنة، تتجدد كل سنة نفس الأسئلة حول جدوى تنظيم مهرجان السينما الإفريقية، الذي تحوّل في نظر الكثيرين إلى تظاهرة باهتة فقدت بريقها وإشعاعها الثقافي، ولم تعد تثير أي اهتمام لا محلياً ولا وطنياً، ناهيك عن غياب صدى دولي يُذكر.
المهرجان الذي يُفترض أن يكون واجهة ثقافية للمدينة، تحول إلى عبء مالي على الجهات المنظمة والداعمة، في ظل غياب أي مخرجات واضحة أو تقييم موضوعي للعائد الثقافي أو السياحي أو الاقتصادي لهذا الحدث، الذي يبدو أنه يُقام فقط من باب العادة، لا أكثر.
العديد من الفاعلين المحليين باتوا يعتبرون أن هذا المهرجان “كأنه غير موجود”، سواء من حيث التغطية الإعلامية، أو التفاعل الجماهيري، أو حتى الأثر الذي يُفترض أن يتركه في البنية الثقافية للمدينة. لا منصات نقاش فعلي، لا استثمار في المواهب المحلية، ولا إشعاع يستفيد منه الشباب أو الفاعلون في المجال السمعي البصري على مستوى الجهة.
في مقابل ذلك، يتم رصد أموال طائلة لتنظيم هذا المهرجان، من ميزانيات متعددة ، دون أي تبرير واضح لكيفية صرف هذه الأموال، أو ما إذا كانت تُحدث فارقاً حقيقياً في المشهد الثقافي أو التنموي المحلي.
وفي ظل هذا الوضع، تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في الفلسفة العامة لهذا النوع من المهرجانات، بل وحتى توقيفها مؤقتاً ما دامت لم تعد تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها، مع الدعوة إلى إخضاعها للمحاسبة والتقييم الشفاف من قبل الجهات الوصية.
واذا كان ضروري من هذا المهرجان فقد اصبح ضروريا ايضا تشبيب الإدارة الساهرة على تنظيم مهرجان السينما الإفريقية، وإتاحة المجال أمام كفاءات شابة ومبدعة قادرة على ضخ أفكار جديدة وروح معاصرة في طريقة التدبير والتواصل والمحتوى. فاستمرار نفس الأسماء والوجوه في تحمل المسؤولية التنظيمية منذ سنوات، دون تقييم موضوعي للأداء أو التجديد في الرؤية، جعل المهرجان يفقد قدرته على التطور ومواكبة التحولات الثقافية والإعلامية.
تنكب الما فالرملة