كلاش بريس /. ع عياش
أثار التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط، الذي أعلن أن المغرب نجح في القضاء على الفقر المدقع والتحق بمصاف الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، موجة سخط واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره رواد “فيسبوك” بعيداً عن الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه ملايين المغاربة.
وجاء في أبرز التعليقات: “المغرب ما قضاش على الفقر، بل قضى على الفقراء، أما الفقر فهو باقٍ في هذه البلاد حتى تقوم الساعة”.
وأضاف آخر بلهجة ساخرة: “هاد الأرقام موجهة للناس اللي ما عمرهم عاشو الفقر، أما حنا فعايشين تحت الصفر”.
ويرى كثير من النشطاء أن ما تحقق فعلياً هو سحق الطبقة المتوسطة التي صارت تتحمل عبء الأوضاع الاقتصادية، في الوقت الذي ظل فيه الأغنياء بعيدين عن كل هذا الصراع بل مستفيدين منه.
وجاء في تعليق ٱخر : “صار بإمكان صاحب كروسة خضار ولا الحرفي يربح أكثر من أستاذ حاصل على الماستر أو الدكتوراه، والموظف البسيط هو الأكثر تضرراً من هاد الوضعية الشادة”.
ولم يقف الغضب عند هذا الحد، بل أشار آخرون إلى استفحال ظاهرة “الشناقة” التي انتشرت في كل المجالات، حيث كتب أحدهم: “عدد الشناقة فاق عدد الموظفين، ولا كاين لا مراقبة لا محاسبة، والله يصاوب وصافي”.
كما حذّر بعض النشطاء من أن المغرب يسير على خطى دول أوروبية تضررت من الأزمات الاقتصادية العالمية بسبب اعتمادها المفرط على التجارة والسياحة، إذ جاء في تعليق: “أكثر الدول تضررت هي اليونان وإسبانيا وإيطاليا، حيث اعتمدت على التجارة والسياحة. المغرب اليوم كامل غارق فالتجارة… الله يستر”.
وفي مقابل الأرقام الرسمية التي احتفى بها التقرير، سخر نشطاء من مفارقة “موروكو” و”المغرب”، معتبرين أن الخطاب الرسمي يصف بلداً آخر غير الذي يعيشون فيه: “هاد التقارير تتكلم على موروكو ديال الملاعب، المدارس الخصوصية، الشوارع النظيفة والمحلات الأنيقة. أما المغرب الشعبي لي فيه البطالة والفقر والمعاناة، محدش جاب ليه خبر”.
وفتح التقرير أيضاً باب المقارنات مع عهد أحمد الحليمي، المندوب السامي السابق للتخطيط، حيث ذكر معلقون أن تقاريره كانت دائماً تثير غضب الحكومات المتعاقبة لأنها كانت متناقضة مع تصريحاتها، في حين أن خليفته شكيب بنموسى أصدر تقريراً يوصف بأنه “مهادن” و”مفارق للواقع”. وجاء في تعليق: “الحليمي ما عمره خرج لينا بتقرير بحال هادا، واليوم بنموسى كيقول لينا قضي على الفقر!”.
وختم ناشط فيسبوكي تعليقه بعبارة تلخص المزاج العام: “الإحصائيات الرسمية لا تعنينا ، هي ساكنة فموروكو آخر… أما الواقع ديالنا واضح وما كيحتاج حتى تقرير باش يبان”.
