“خريبكة ووادي زم” في ذاكرة صالح حشاد : مأساة مظاهرات 1954 تحت نيران الطائرات والمدرعات

14 سبتمبر 2025
“خريبكة ووادي زم” في ذاكرة صالح حشاد : مأساة مظاهرات 1954 تحت نيران الطائرات والمدرعات

كلاش بريس

في شهادته التاريخية …، عاد صالح حشاد رحمه الله بذاكرته إلى غشت 1954، حين كان مراهقًا في السادسة عشرة من عمره، ليحكي عن لحظات عصيبة عاشها بين وادي زم وخريبكة بمناسبة مرور عام على نفي السلطان محمد الخامس ويصف حشاد كيف تحوّلت المظاهرات الشعبية إلى مجزرة رهيبة استُهدِف فيها أوروبيون، وردّت السلطات الاستعمارية بانتقام دموي استُخدمت فيه الدبابات والطائرات والمدرعات لإشعال النار في أحياء كاملة وقصف السكان بالرصاص، في يومٍ ظل محفورًا في ذاكرته بشعارات الهتاف: “السلطان إلى عرشه”.

الراحل واحد من الطيارين العسكريين المغاربة البارزين اللي ارتبط اسمهم بمحاولة انقلاب الصخيرات (1971) انضم إلى المدرسة العسكرية بمراكش في عام 1957، ثم تابع تدريبه كطيار في فرنسا، ليصبح من أوائل الطيارين العسكريين المغاربة بعد الاستقلال.

في 16 غشت 1972، كان صالح حشاد قائدًا لسرب الطائرات الذي رافق طائرة الملك الحسن الثاني عند دخولها الأجواء المغربية. خلال هذه الرحلة، قام أربعة من الطيارين المرافقين بفتح نيرانهم على الطائرة الملكية، مما أدى إلى إصابتها بأضرار كبيرة. تمكن الملك الحسن الثاني من الهبوط بسلام، ولكن الحادث كان محاولة انقلابية فاشلة.

تم القبض على صالح حشاد وعدد من الضباط الآخرين، وأُدينوا بالمشاركة في المحاولة الانقلابية. حُكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة، قضى منها 18 سنة في سجن تازمامارت، وهو سجن سيئ السمعة

في عام 2009، أجرى الإعلامي أحمد منصور مقابلة مطولة مع صالح حشاد ضمن برنامج “شاهد على العصر”، حيث تحدث عن تجربته في السجن وظروف المحاكمة والأحداث التي عاشها.

تحدث الرائد الطيار صالح حشاد عن تجربته في مدينة وادي زم وخريبكة خلال فترة الاستعمار الفرنسي.. في صيف عام 1954، كان حشاد برفقة عمه في وادي زم، حيث كان الوضع مشحونًا بالتوتر بسبب الذكرى السنوية الأولى لنفي السلطان محمد بن يوسف.

أدرك عمه خطورة الوضع، فقرر نقله إلى خريبكة ، ليقيم في منزل عمته اعتقادًا منه أنه سيكون في مكان أكثر أمانًا.

ففي اليوم التالي خرجت مظاهرات حاشدة في خريبكة تطالب بعودة السلطان إلى عرشه. كانت الجماهير متحمسة ومستعدة للقتال، وكانت كل الشروط ملائمة لحدوث حمام دم. صادف ذلك اليوم تنظيم السوق الأسبوعي، ما يعني أن الناس سيكونون أكثر من المعتاد.

حاولت عمته منعه من المشاركة في المظاهرة، لكنها فشلت. فقد تمزق قميصه أثناء محاولتها منعه، ليجد نفسه في الشارع وسط الحشود. سرعان ما أصبحت المظاهرة تتسم بعنف شديد.

قال حشاد قتل المئات باستمعال الطائرات ” رأيت مدرعة ترش المكان بالكيروزين قبل أن تشعل النار، ليرتفع دخان إلى حد حجب السماء.. ثم تدافع الجميع من أجل الفرار لإخلاء المكان.”

يضيف حشاد ” بدأت الطائرات تطلق الرشاش على المكان ما زلت أحفظ صورة ذلك جوز الذي كان على متن حماره،… نجحت في الصول إلى بيت عمتي. عندما وصلت السطح، مرت قذيفة فوق رأسي ..كدت أموت.

توفي أمس السبت صالح حشاد بمدينة القنيطرة، تاركا شهادته وزخما هائلا من الوقائع المثيرة سواء تلك المتعلقة بمحاولة الانقلاب او عذاب تازمامارت..رحم الله الفقيد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة