جهة بني ملال خنيفرة .. البركات يُضعف “الجرار” والساكنة تفقد الثقة

29 يوليو 2025
جهة بني ملال خنيفرة .. البركات يُضعف “الجرار” والساكنة تفقد الثقة

كلاش بريس /. بني ملال

تعيش جهة بني ملال خنيفرة حالة من الغليان السياسي، عنوانها الأبرز عادل البركات، رئيس الجهة، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي بات شبحًا لما كان عليه. فبعد مسيرات احتجاجية متكررة، كان أبرزها تلك التي خرجت من قلب منطقة “بوكماز” النائية، اتضح جليًا أن الثقة بين ساكنة الجهة وممثلهم السياسي الأول بدأت تتآكل بشكل لافت.

في زمن قياسي، انتقل “البام” من حزب يتصدر المشهد إلى قوة سياسية باهتة، عاجزة عن مجاراة نبض الشارع. والسبب، بحسب مصادر مطلعة، فشل عادل البركات في تدبير ملفات التنمية، واكتفاؤه بالكولسة، ومحاولة صناعة ولاءات داخل الجهة على حساب العدالة المجالية.

تُجمع أصوات سياسية متتبعة على أن “البركات” يفتقد لعنصر جوهري في العمل السياسي: التواصل. فقد فشل الرجل في بناء علاقات ثقة مع رؤساء الجماعات، وحتى مع الساكنة، واكتفى بخطاب بعيد عن الواقع الميداني، ما فتح الباب أمام منافسيه للعب على هذا الوتر، وتقديم أنفسهم كبدائل جادة.

ويؤكد مقربون من الحقل السياسي أن عادل البركات أجهز على ما تبقى من صورة “التراكتور”، بل جعله حزبا منكمشا، متهما بـ”التمييز” بين الجماعات الترابية خدمةً لقلعته الانتخابية في منطقة بعينها، في مقابل تجاهل مناطق أخرى تحتضر.

ويرى متتبعون ان السياسة ليست بهرجة إعلامية أو صورًا على “فيسبوك” هنا وهناك، بل هي استراتيجية، رؤية، ومواجهة الواقع بمسؤولية. أما ما يُمارس اليوم داخل مجلس جهة بني ملال خنيفرة، فلا يمت بصلة لمفاهيم الحكامة أو العدالة المجالية، بل يعكس عجزًا في فهم عمق المسؤولية الجهوية، وتبخيسًا للعمل السياسي في نظر الساكنة التي لم تعد تقتنع بـ”الصورة”، بل تنتظر “المنجز”.

مصادر مطلعة من داخل “البام” تحدثت لـ”كلاش بريس” عن جو خانق يسود ” البام ” على مستوى الجهة بسبب ما أسموه “الكولسة ” التي ينهجها البركات، والتي دفعت بعدد من الأعضاء إلى التذمر من الوضع وفقدان الثقة في أي مستقبل انتخابي للحزب تحت قيادته.

بل هناك من يعتبر أن الرئيس السابق إبراهيم مجاهد، رغم كل الانتقادات، كان أكثر نجاعة في تحقيق المشاريع وأفضل سياسيًا وتنمويًا، مقارنةً بما آلت إليه الأمور في عهد البركات.

ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، تبدو الأمور غير مبشرة بالنسبة لـ”البام” في جهة بني ملال خنيفرة. فالحزب، الذي كان يراهن عليه لقيادة التنمية، بات اليوم موضوع سخط شعبي، وكل المؤشرات تفيد بأن ما سيحققه انتخابيًا سيكون نسبيًا، إن لم يكن متواضعًا، ما لم تتدخل القيادة المركزية بشكل عاجل لإعادة توجيه البوصلة.

فهل ينقذ “الجرار” نفسه قبل السقوط المدوي؟ أم أن زمن “البركات” سيُسجل كفصل قاتم في تاريخ الحزب بالجهة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليقان
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • أمين سعيد
    أمين سعيد 29 يوليو 2025 - 11:02

    طريق ربطة بين تيالكيت و زاوية احنصال توقعات مناش الله وعلام

  • صالح مسضق
    صالح مسضق 30 يوليو 2025 - 9:58

    هذا المقال ترددت كثيرا في إبداء الرأي فيه من باب أن فعلا أن جهة بني ملال خنيفرة تعتبر من أفقر الجهات ومند عقود، لكن وجود ملاحظات لدينا عليه خاصة في كونه يفتقد الموضوعية وللخلط بين عادل البركات كرئيس للجهة بتحالف يضم أكثر من خمسين عضوا يمثلون مختلف أحزاب الأغلبية والمعارضة ربما باستثناء عضو واحد الذي يوجد خارج هذا التحالف وبين عادل البركات كعضو في المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيسا للمجلس الجهوي هذا الخلط أبان بما لإيدع مجالا للشك بأن هذا المقال هو لخدمة أجندة سياسية خاصة إذا ما علمنا بأن رئيس الجهة هو محكوم أصلا بالتحالف الذي يسير الجهة ككل هذا التحالف الذي لا يتحمل مسؤولية كل مانعيشه الجهة من ويلات وأخزان وأعطاب في تنمية ليس إقليم واحد بل جهة كاملة من خمسة أقاليم وتضم أفقر الجماعات على صعيدي إقليمي خنيفرة وأزيلال وفي ظل توالي سنوان التهميش وسياسة المغرب الغير النافع.. وعلى ذكر هذا التحالف على مستوى الجهة فقد تم عقد دورات عادية واستثنائية في مختلف الأقاليم بالجهة وعقدت لقادات تواصلية مع رؤساء الجماعات في هذه الأقاليم دون الحديث عن لقاءات تواصلية بمقر الجهة مع رؤساء الجماعات والجمعيات وأعضاء من مختلف الجماعات الترابية جمعتهم برئيس الجهة في إطار الترافع على مشاريع تنموية في هذه الجهة صحيح أن الأهداف المحققة ليست في مستوى التطلعات والتي عبر عنها رئيس الجهة في عدة مناسبات خاصة في مرافعته في المناظرة الوطنية الأخيرة للجهة المتقدمة بطنجة تم هل كل الفشل يتحمله شخص بعينه وحزب بذاته أم أن هناك مسؤولية مشتركة بين مكونات التحالف بالجهة وبين الدولة المركزية التي لازالت تتحكم في كل الجهات عن طريق مركزة كل القرارات التنموية والإستثمارية في يد الولاة والعمال وضعف مساهمة الدولة في ميزانية الجهات مع الإشارة إلى ضعف كبير في المداخيل الذاتية للجهات المحددة في ثلاثة أنواع هي :عائدات رسوم رخص القنص، و عائدات الموانئ، وتلك الخاصة بالمناجم.. ولكم أن تتصوروا حجم المداخيل الذاتية في جهة بدون مناجم وموانئ وخلاصة القول فأضن أن هذه المسؤولية هي مشتركة وليست فردية وأنا لا أبرئ أحدا منها علما كذلك أنه بالرغم من انتمائي شخصيا لهذا الحزب فذلك لم يشفع لنا في أي شيئ خاصة على مستوى دائرتي الإنتخابية أو على مستوى الجماعة التي أنتسب إليها ككل وقد تجد أكبر المستفيدين من مشاريع الجهة هم منتخبين ورؤساء جماعات ينتمون لأحزاب أخرى وهي كثيرة على صعيد إقليم أزيلال.

الاخبار العاجلة