كلاش بريس / سيدي قاسم
في مفارقة صارخة تختزل عمق التناقضات التي تعيشها بعض المناطق القروية بالمغرب، أعلنت جماعة تكنة التابعة لإقليم سيدي قاسم عن تنظيم مهرجان ثقافي وفلاحي، في وقت خرجت فيه ساكنة المنطقة تطالب بأبسط الحقوق: الماء الصالح للشرب.
المشهد مثير للاستغراب ومؤلم في الآن ذاته. سكان يعيشون تحت وطأة العطش، في جماعة يُفترض أنها فلاحية، بينما تُقام فوق ترابهم مهرجانات باسم الفلاحة والثقافة والتنمية… دون ماء!
جماعة تكنة، التي تقع في جهة الرباط سلا القنيطرة، لم تشهد طيلة عقدين من الزمن أي تحرك جدي لتجاوز أزمة الماء وعليه يطرح السؤال
ما فائدة مهرجان فلاحي في جماعة عطشى؟ ما جدوى رفع شعارات “التنمية الثقافية” بينما المواطنون لا يجدون ما يسدون به رمق العطش؟ وهل يُعقل أن تُصرف الأموال العمومية على احتفالات وديكورات ومكبرات صوت، بينما أطفال الجماعة ينتظرون “الصهريج” بشغف وكأنه عيد؟
إن ما يحدث في تكنة ليس مجرد حدث معزول، بل يعكس نموذجًا لفشل السياسات الترقيعية، التي تهتم بالشكل وتتغاضى عن الجوهر. فالسكان لا يحتاجون إلى المهرجانات بقدر ما يحتاجون إلى خزان ماء صالح للشرب، إلى أنابيب صالحة، إلى حياة كريمة.
فلتتوقف الشعارات، ولتُصرف الميزانيات حيث يجب أن تُصرف: في الماء لا في المهرجان.