كلاش بريس /. الرباط
لا احد.سينكر ان عدة جماعات ترابية بجهة بني ملال خنيفرة، خلال فصل الصيف تنظم المهرجانات مواسم و معارض ومهراجانات الى درجة ان أصبحت هذه المناسبات موعدًا سنويًا ثابتًا في أجندة العديد من المجالس المحلية. غير أن هذه التظاهرات، التي تستنزف ميزانيات ضخمة من المال العام، تُنظم في سياق اجتماعي وبيئي يتسم بتحديات حقيقية، على رأسها أزمة الماء التي تعاني منها شريحة واسعة من المواطنين.
في مناطق لا تبعد كثيرًا عن منصات الغناء وعروض التبوريدة واجواء السهر والنغم تُسجل انقطاعات متكررة في الماء الصالح للشرب، وتعاني الأسر من صعوبات في تلبية حاجياتها الأساسية من هذه المادة الحيوية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتراجع حقينة السدود. ورغم ذلك، تستمر بعض الجماعات في صرف مبالغ مالية مهمة على أنشطة احتفالية وترفيهية، دون أن توازيها استثمارات ملموسة في البنيات التحتية المتعلقة بالتزود بالماء.
ويثير هذا التباين تساؤلات مشروعة لدى الرأي العام حول أولويات المجالس المنتخبة ومدى التزامها بالتفاعل مع الحاجيات الملحة للمواطنين. فبينما تطلق دعوات لترشيد استهلاك الماء وتحذر المؤسسات الرسمية من تداعيات التغير المناخي، تستمر بعض الجماعات في دعم فعاليات احتفالية قد لا تتناسب مع طبيعة المرحلة وحجم التحديات المطروحة.
ويرى عدد من المتتبعين أن المرحلة تقتضي تحويل الاعتمادات المالية المخصصة للمواسم والمهرجانات نحو مشاريع استعجالية لتقوية الشبكات المائية، وحفر الآبار، وتجديد التجهيزات المهترئة، بدل الاكتفاء بمعالجة الأعراض في وقت يزداد فيه الخصاص ويشتد الضغط على الموارد.
ويبدو أن سؤال “أين حسّ الأولويات؟” بات أكثر إلحاحًا، خاصة في ظل اتساع رقعة المناطق المتضررة من الإجتفاف، وتنامي الاحتجاجات الشعبية المرتبطة بالماء، مقابل مشهد احتفالي لا يعكس واقع المعاناة اليومية لعدد كبير من السكان.