كلاش بريس من بني ملال
في واقعة شاهدها المغاربة تعرض عنصر من الوقاية المدنية لإصابة خطيرة أثناء تدخله لإنقاذ شاب اعتلى خزان الماء ببني ملال. غير أن ما أثار الاستغراب أكثر من الحادث نفسه، هو قرار نقله مباشرة إلى مصحة خاصة بمدينة بني ملال، بدل المستشفى الجهوي العمومي.
القرار خلف موجة تساؤلات في أوساط الرأي العام، خاصة أن الأمر يتعلق بإصابة خلال مهمة رسمية، كان من المفروض أن تواجهها المنظومة الصحية العمومية بكامل جاهزيتها. هذا الاختيار، وإن تم في سياق استعجالي، يكشف واقعًا أعمق يتمثل في تراجع الثقة بالمستشفيات العمومية، حتى من طرف مؤسسات الدولة نفسها.
يرجح متتبعون أن طبيعة الإصابة وحالتها الدقيقة فرضت البحث عن تكفل أسرع وأكفأ في مصحة خاصة، بينما يرى آخرون أن اللجوء إلى القطاع الخاص في مثل هذه الحالات بات هو القاعدة وليس الاستثناء، بفعل الأعطاب البنيوية التي تشكو منها المستشفيات العمومية.
وتعيد الواقعة طرح أسئلة قديمة متجددة حول جاهزية المنظومة الصحية العمومية في التعامل مع الحالات الحرجة، وقدرتها على تأمين الخدمات الضرورية حتى للعاملين في الصفوف الأمامية.
حادث أولاد يوسف، وإن كان فرديًا في ظاهره، إلا أنه يسلط الضوء على هشاشة أعمق تمس ثقة الناس في المؤسسات العمومية، وفي مقدمتها قطاع الصحة.