كلاش بريس
وجه الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025، خطابًا إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش المملكة، ركز فيه على ضرورة إحداث نقلة نوعية في مسار التنمية المجالية وتعزيز الثقة في المؤسسات من خلال انتخابات شفافة ومهيكلة.
وأكد الملك أن الوقت قد حان للانتقال من المقاربات التقليدية في معالجة القضايا الاجتماعية إلى تبني رؤية مندمجة للتنمية المجالية، تستند إلى مبدأ العدالة المجالية والتكامل بين الجهات، وتستهدف تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، مشددًا على أن ثمار التقدم يجب أن تصل إلى جميع المواطنين دون تمييز أو إقصاء.
وفي هذا الإطار، دعا الملك الحكومة إلى اعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يقوم على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، وتنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين حول أولويات واضحة ومشاريع ذات أثر ملموس. وحدد أربعة محاور رئيسية لهذه البرامج:
1. دعم التشغيل عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية وتهيئة مناخ محفز للاستثمار والمبادرة.
2. تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية في مجالات التعليم والرعاية الصحية بما يضمن كرامة المواطن.
3. إرساء تدبير مستدام واستباقي للموارد المائية في ظل تحديات الإجهاد المائي وتغير المناخ.
4. إطلاق مشاريع تأهيل ترابي مندمج تتناغم مع المشاريع الوطنية الكبرى.
كما تطرق العاهل المغربي في خطابه إلى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مؤكدا ضرورة الاستعداد الجيد لها، وتوفير الإطار القانوني والتنظيمي المناسب في أقرب الآجال. وقال: “نحن على بعد سنة تقريبا من الانتخابات التشريعية المقبلة، ويجب أن تكون المنظومة المؤطرة لها جاهزة ومعتمدة قبل نهاية السنة الجارية.”
وفي هذا السياق، أوضح الملك أنه وجه تعليماته لوزير الداخلية من أجل الانكباب على الإعداد التقني واللوجستيكي للعملية الانتخابية، وفتح باب المشاورات السياسية مع كافة الفاعلين المعنيين.