كلاش بريس/ الرباط
تعيش ساكنة أولاد عياد وضعًا صحيًا مترديًا منذ قرابة العام، في ظل غياب سيارة الإسعاف عن المركز الصحي المحلي، وتوقف خدمات دار الولادة لأكثر من سنتين ونصف، إضافة إلى نقص واضح في الأدوية الأساسية.
منذ إرسال سيارة الإسعاف إلى المندوبية الإقليمية بالفقيه بن صالح لإصلاح عطل تقني، لم تعد إلى الخدمة، ما جعل السكان في حيرة من أمرهم أمام غياب أي توضيح رسمي حول مصيرها. هذا الغياب حرم المرضى، خصوصًا النساء الحوامل والحالات المستعجلة، من حقهم في النقل الطبي السريع، واضطرهم إلى استعمال وسائل نقل عادية قد تُضاعف المخاطر الصحية في الحالات الحرجة.
وتزداد المعاناة عندما تكون سيارات الإسعاف التابعة للجماعة في مهام خارج المدينة، مما يترك المنطقة بلا أي وسيلة نقل طبية طارئة، في مشهد يعكس هشاشة البنية الصحية بالمنطقة.
وفي الوقت نفسه، لا تزال دار الولادة مغلقة رغم مرور أكثر من سنتين ونصف على إغلاقها، دون تقديم أي مبررات واضحة للسكان، الذين باتوا يصفون الوضع بمرارة: “بناية قائمة، خدمات متوقفة وأم تتحسر”. هذا الإغلاق يدفع النساء الحوامل إلى قطع مسافات طويلة نحو مستشفى القرب بسوق السبت أولاد النمة، ما يزيد من معاناتهن، خاصة في ظل غياب سيارات الإسعاف.
ولم تتوقف الأزمة عند حدود النقل أو البنية التحتية، بل امتدت إلى ندرة الأدوية داخل المركز الصحي، حيث يضطر المواطنون إلى اقتنائها من الصيدليات الخاصة بأسعار تثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود، وهو ما اعتبرته الساكنة “إهمالًا مضاعفًا لمعاناة المرضى”.
وتتفاقم الأزمة بشكل أكبر بسبب غياب المداومة الليلية بالمركز الصحي، حيث لا تتوفر الخدمات الطبية في ساعات الليل، مما يجعل المرضى عُرضة لمخاطر صحية جدية. في حالات الطوارئ أو للنساء الحوامل أثناء الولادة، يضطر المواطنون إلى الانتظار حتى صباح اليوم التالي أو التوجه لمسافات بعيدة للحصول على العلاج، ما يزيد من احتمالية وقوع مضاعفات خطيرة أو فقدان فرص إنقاذ حياة المرضى.
السكان اليوم يطالبون بتدخل عاجل من الجهات المعنية لإصلاح منظومة الخدمات الصحية بأولاد عياد، من خلال إعادة تشغيل سيارة الإسعاف، وفتح دار الولادة، وتوفير الأدوية الضرورية، وضمان المداومة الليلية بشكل منتظم، بما يضمن حقهم الدستوري في العلاج والرعاية الصحية اللائقة ويقلص المخاطر الناتجة عن غياب الخدمات الطارئة.