كلاش بريس / خريبكة
من المؤكد ان المجلس الإقليمي لخريبكة اختار الصمت والابتعاد عن التواصل المباشر مع الساكنة، في موقف يطرح تساؤلات حول استراتيجية المجلس في إشراك المواطنين في شؤونهم المحلية ويكشف عن فجوة كبيرة بينه وبين مجتمعه.
هذا الصمت لا يمكن اعتباره مجرد إهمال عابر، بل يبدو وكأنه اختيار محسوب. فالمجلس الاقليمي يدرك أن أي ظهور إعلامي أو أي محاولة للتواصل قد يجلب الانتقادات، ففضل البقاء خلف الستار. والنتيجة أن غالبية سكان المدينة لا يعرفون ما يقوم به المجلس ولا أعضاءه، وحتى حصيلة أعماله تبقى غامضة.
وامام هذا الغياب يمكن الجزم ان المواطنين لا يعرفون حتى هوية أعضاء المجلس، بل يسود شك منطقي حول فعالية المجلس، ويضع المواطنين في حالة من العزلة المعلوماتية عن ما يحدث في دوائر صنع القرار المحلي.
يبقى السؤال الكبير: هل فعلاً المجلس غير راغب في التواصل، أم يفتقر إلى آليات واضحة لذلك؟
إن الصمت الحالي وعلى مدى هذه السنوات يحمل رسالة واحدة : رغبة اكيدة في تجنب النقد العلني، في غياب استراتيجية واضحة لتقريب المجلس من المواطنين.
ان المجلس الإقليمي لخريبكة أمام خيارين: الاستمرار في سياسة السكوت والانعزال، أو إعادة بناء جسور التواصل مع المواطنين وتوفير المعلومات الضرورية عن أعضائه وأنشطته وحصائل عمله. الخيار الثاني بلا شك هو الأكثر نفعاً للساكنة ولتعزيز الثقة بين المواطنين وممثليهم المحليين.
في النهاية..يمكننا ان نقدم للمجلس سبب كتابة هذا المقال على سبيل الاستئناس والفهم :
بالامس طلب منا نشر بلاغ يخص المجلس الاقليمي حول إحداث شركة التنمية “خريبكة للتهيئة والتنمية”. وكان بجانبنا مواطن متتبع اسهب في التعبير عن عدم معرفته بالمجلس ولا باشتغاله وحدود اهدافه …قال بكل صدق …واش فعلا كاين هذا المجلس ..فين عندو المقر ؟ ..فين كيتجمعو ؟ اشنو كيديرو … !!!!