” الديستي” ..رجال في الظل من أجل أمن الوطن

26 مايو 2025
” الديستي” ..رجال في الظل من أجل أمن الوطن

كلاش بريس / الرباط

في كل مرة يُعلن فيها عن عملية نوعية لحجز أطنان من المخدرات أو تفكيك خلية إرهابية كانت تستعد لتنفيذ مخطط دموي، تطفو على السطح أسماء المؤسسات الأمنية التي تعمل بصمت ، لعل من أبرزها: مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، هذا الجهاز الوطني الذي لا ينام، الساهر في صمت، الحاضر بقوة في كل واجهة من واجهات المعركة ضد الجريمة والتطرف.

ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يُسجَّل فيها تدخل نوعي يُفضي إلى إحباط عملية كبرى لتهريب المخدرات أو الإطاحة بشبكات إجرامية عابرة للحدود. لا يكاد يمر أسبوع دون أن تُعلن السلطات الأمنية عن حجز أطنان من الحشيش أو الكوكايين، في شاحنات أو موانئ أو مخازن سرية، وتُرفق كل مرة باسم جهة تتكرر بثقة.. انها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

إن الحديث عن هذا الجهاز لا يكتمل دون الإشادة بجهوده الاستباقية في مواجهة التطرف والإرهاب. ففي الوقت الذي تنام فيه الشعوب مطمئنة، يواصل رجال “الديستي” عملهم الليلي والنهاري، في تتبع الخيوط، وتحليل المعطيات، واختراق الشبكات الظلامية التي تُراهن على زرع الفتنة وسط المجتمع. كم من خلية تم تفكيكها قبل أن تمر إلى مرحلة التنفيذ؟ كم من فكر متطرف تم احتواؤه قبل أن يتحول إلى رصاصة أو عبوة ناسفة؟ إنها جهود جبارة تُنجز بصمت، دون بهرجة إعلامية، لكنها تُؤتي أكلها في كل مرة تُحبط فيها مأساة كانت وشيكة الوقوع.

المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ليست فقط مؤسسة أمنية؛ بل هي جدار الصد الأول أمام التهديدات التي تمس أمن البلاد واستقرارها. إنها العين التي لا تنام، اليد التي لا ترتجف، والعقل الذي يُفكر بروية لتدبير الملفات المعقدة بحكمة ويقظة.

وفي هذا الزمن الذي تتشابك فيه الجريمة مع المصالح الدولية وتتشعب فيه شبكات الإرهاب والمخدرات والاتجار بالبشر، تحتاج الأوطان إلى مؤسسات قوية، صلبة، ومخلصة. وهنا تتجلى القيمة الكبرى لهذا الجهاز الوطني الذي يعمل من أجل أمن كل مغربي ومغربية.

إن أقل ما يمكن قوله في حق هؤلاء الرجال، هو أنهم يستحقون كل الاحترام والتقدير. فهم أبناء هذا الوطن الذين اختاروا أن يُضحّوا براحتهم، وأحيانًا بحياتهم، من أجل أن يظل المغرب آمنًا، مستقرًا، مُحصنًا ضد كل الأخطار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة