الجزائر تواصل الهروب إلى الأمام عبر فبركة الأكاذيب وتصدير الأوهام

23 يونيو 2025
الجزائر تواصل الهروب إلى الأمام عبر فبركة الأكاذيب وتصدير الأوهام

كلاش بريس

في حلقة جديدة من مسلسل التزييف والتضليل، أقدمت منابر إعلامية جزائرية على ترويج وثيقة مفبركة تدّعي زورًا مقتل ضباط مغاربة في الأراضي الإسرائيلية، في محاولة يائسة للتغطية على الفضيحة المدوية التي فجّرتها أنباء مقتل ضباط جزائريين في هجوم إيراني بسوريا.

هذا السلوك الإعلامي المنحط ليس سوى امتداد لنهج نظام يعيش على وقع الأزمات المتتالية، داخليًا وخارجيًا، ويجد في الأكاذيب المعلبة والتقارير الوهمية ملاذًا للهروب من واقع مرير عنوانه الفشل السياسي، والاحتقان الاجتماعي، والعزلة الدبلوماسية المتفاقمة.

اللجوء إلى فبركة وثائق، وترويج سيناريوهات لا أساس لها من الصحة، يكشف حجم التخبط والارتباك داخل دوائر النظام الجزائري، الذي يحاول عبثًا تغليف إخفاقاته بسياسة التشويش على المغرب، البلد الذي أضحى يحقق اختراقات دبلوماسية واستراتيجية متقدمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، في وقت لا تزال فيه الجزائر غارقة في لغة الستينيات وشعارات الحرب الباردة.

ما حدث ليس مجرد كذبة إعلامية عابرة، بل تجسيد حقيقي لحرب دعائية قذرة، تُدار من داخل مؤسسات رسمية جزائرية تعاني من الإفلاس الأخلاقي والسياسي، وتجد في مهاجمة المغرب المتنفس الوحيد لإلهاء الشعب الجزائري عن أزماته الحقيقية: البطالة، القمع، غلق المجال السياسي، وفشل الدولة في خلق أي نموذج تنموي جاد.

النظام الجزائري اليوم لا يملك سوى أسلحة الصراخ والفبركة، لكنه فقد كل أدوات التأثير، وأصبح نموذجا كلاسيكيا لدولة تُحكم بالدعاية وتُدار بالخوف، وتعيش على أمجاد وهمية لا تقنع أحدًا خارج حدودها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة