أولاد عياد : مدينة بلا أرصفة.. من يوقف الفوضى؟

14 سبتمبر 2025
أولاد عياد : مدينة بلا أرصفة.. من يوقف الفوضى؟

كلاش بريس / أولاد عياد

“أين الرصيف؟” سؤال يطرحه كل من وطأت قدماه شوارع أولاد عياد، حيث تحوّل الفضاء العمومي إلى ملكية خاصة تُنهب بلا رقيب ولا حسيب، في ظل صمت قاتل للسلطات والمجلس الجماعي، وكأن الأمر لا يعنيهم!

الأرصفة التي وُجدت لراحة المواطن، صارت أسيرة الكراسي والطاولات والسلع المكدسة، فيما المارة يتخبطون وسط فوضى عمرانية خانقة. أصحاب المقاهي اعتنوا بفضاءاتهم الخاصة ووضعوا الزينة والمظلات لاستقطاب الزبائن، لكنهم في المقابل صادروا حق المواطن البسيط في السير بأمان، بل تعدّوا على الشوارع نفسها!

غير بعيد عن مقر الجماعة والباشوية، احتل الباعة المتجولون ساحة الحرية بخيام بئيسة وروائح تزكم الأنوف. وسط هذه الفوضى، يضطر تلاميذ المدرسة المركزية إلى المرور يوميًا بين الأزبال والعشوائية، فيما اختفت مؤسسة “البريد بنك” خلف أكوام من الخيام والسلع، وكأننا في سوق أسبوعي دائم وسط قلب المدينة!

بعد ضغط إعلامي وحملة من “كلاش بريس”، سارعت السلطات لإحداث ممر صغير مسيج للتلاميذ، لكن الإجراء ظل مجرد مسكن ضعيف، لأن أصل الداء هو غياب إرادة حقيقية لتطبيق القانون. بينما باقي المدن المغربية شهدت حملات قوية لتحرير الملك العمومي، تظل أولاد عياد “الاستثناء الفاضح”، حيث يبتلع الجشع الأرصفة والشوارع في وضح النهار.

هذا الوضع دفع نشطاء المجتمع المدني لإطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار: استعيدوا الرصيف. حملة لاقت تفاعلا واسعا، وأصبحت حديث الشارع المحلي، ما يزيد الضغط على السلطات والمجلس الجماعي الذين يواصلون سياسة التفرج واللامبالاة.

الأكيد أن صبر الساكنة نفد، وأن استمرار هذا العبث يطرح أكثر من سؤال: هل عجزت السلطات عن مواجهة هذه الفوضى؟ أم أن هناك من يستفيد من استمرارها؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • غريب عن المدينة (قرية)
    غريب عن المدينة (قرية) 14 سبتمبر 2025 - 10:57

    اولاد عياد و كانّها قرية كبيرة في قالب مدينة ،لا ماء ،لا متنفس للأسر ،لا حديقة و ألعاب للأطفال ،ماء مقطوع رغم انه جميع الجماعات القريبة لا تعاني من مشكل الماء، الإنارة فقط إشاعة ،و لا ننسا الرائحة الجد كريهة على مدار اليوم ،معانات و اهانة للسكان،لهذا لن يكون تطور للمدينة ،هل يريدون ان تهاجر الساكنة ؟ممكن خطة !!

الاخبار العاجلة