كلاش بريس / بني ملال
بين جفاف النهر وصمت المسؤولين، يعيش آلاف الفلاحين الصغار بمناطق بني موسى، بني عمير، أولاد ناصر، وأولاد عياد على وقع مأساة صامتة، عنوانها العجز، التهميش، وانتظار قطرات الحياة التي توقفت منذ أكثر من خمسة أشهر.
في نداء مفتوح، عبّرت ساكنة المناطق المجاورة لنهر أم الربيع، وبخاصة إقليم الفقيه بن صالح، عن غضبها العارم وقلقها الشديد من استمرار توقف جريان النهر، وتحوله إلى مجرد ذكرى في أذهان من ظلوا لعقود يعيشون على خيره، ويقتسمون معه تفاصيل يومهم.
المشهد مأساوي: مئات الهكتارات من أشجار الزيتون، الرمان، التين، تذبل وتُقتلع. آبار ومساقي جفّت، رؤوس ماشية تهلك واحدة تلو الأخرى. فلاحةٌ تقليدية تنهار، وأسر تفقد موارد رزقها في صمت، دون أن يُحرّك أحد ساكنًا.
الفلاح الصغير، الذي طالما تغنّت به السياسات العمومية، أصبح اليوم ضحية مباشرة لاختيارات مائية تفضّل الصناعة على الإنسان، وتمنح المدن كل شيء، وتترك البادية بلا قطرة ماء.
ورغم تفهّم الساكنة لحجم الجفاف الذي تمر به البلاد، إلا أن ما يثير الغضب – حسب نص الرسالة – هو التمييز الصارخ في توزيع المياه، والقرارات التي توجّه ما تبقى من مياه السدود نحو الحواضر الكبرى والوحدات الصناعية، فيما تُترك الأراضي الفلاحية لتموت عطشًا.
المطالب واضحة ولا تقبل التأجيل:
ضخ المياه تدريجيًا في مجرى أم الربيع لإحياء الأراضي المتضررة.
ضمان عدالة مائية حقيقية بين المدن والقرى.
تقديم دعم عاجل للفلاحين الصغار الذين فقدوا كل شيء.
فتح تحقيق نزيه حول توزيع المياه واستعمالاتها.
إشراك الساكنة المحلية في اتخاذ القرار المائي الذي يخص مصيرهم.