“Guide Infirmier” تبسط اختلالات المنظومة الصحية أمام ” المهاجري “

1 أغسطس 2025
“Guide Infirmier” تبسط اختلالات المنظومة الصحية أمام ” المهاجري “

كلاش بريس

في رد صارم وموثق على تصريحات البرلماني هشام المهاجري، الذي اتهم بعض ممرضي القطاع العمومي بـ”اللعب بالكارطة” وبعض الممرضات بـ”وضع الحنة أثناء وقت العمل”، نشرت صفحة Guide Infirmier المتخصصة في الشأن الصحي معطيات صادمة تكشف الحجم الحقيقي للاختلالات البنيوية التي يعاني منها قطاع الصحة العمومية بالمغرب، وتضع النقاش في إطاره الواقعي بعيداً عن التبخيس.

بحسب المعطيات التي نشرتها الصفحة، لا تتجاوز ميزانية وزارة الصحة 6% من الميزانية العامة للدولة، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بنسبة تتراوح بين 10% و15%. كما أن أكثر من 60% من تكاليف العلاج يتحملها المواطن من جيبه الخاص، ما يجعل العلاج في المغرب امتيازًا لا حقًا.

أما على مستوى الموارد البشرية، فيسجل المغرب أقل من 14 ألف طبيب في القطاع العمومي، بمعدل يقل عن 0.75 طبيب لكل 1000 نسمة، مقابل معدل عالمي موصى به يبلغ 2.5 طبيب. فيما لا يتجاوز عدد الممرضين وتقنيي الصحة 39 ألفًا، بكثافة تمريضية تقدر بـ4.25 لكل 10 آلاف نسمة فقط، في حين توصي المعايير الدولية بـ60 ممرضًا على الأقل. النقص في الأطر التمريضية وحده يُقدَّر بـ36 ألف ممرض، أما الأطباء فالعجز المرتقب بحلول 2035 يفوق 53 ألف طبيب، في ظل استمرار هجرة الكفاءات إلى الخارج.

وتبرز الفجوة المجالية بشكل صارخ، إذ تتركز الموارد الطبية في المدن الكبرى، بينما يعيش العالم القروي والجبل محرومًا من أبسط الخدمات، حيث 270 جماعة تفتقر لمراكز صحية مجهزة أو أطر طبية قارة، والعديد من الولادات تتم في ظروف غير آمنة.

البنية التحتية بدورها تعاني من تردٍّ واضح، فالمراكز الصحية تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، المستشفيات تعاني الاكتظاظ، وأجهزة التشخيص إما معطلة أو غير متوفرة. أما الأمراض المزمنة، فهي مسؤولة عن 75% إلى 80% من مجموع الوفيات، وسط انتشار السمنة، التدخين، وانعدام الوقاية.

وتُحمّل الصفحة جزءاً كبيراً من المسؤولية لضعف الحكامة وسوء توزيع الموارد، ناهيك عن هشاشة ظروف التكوين وغياب التحفيزات في المناطق النائية، ما يدفع العديد من الممرضين والأطباء إلى مغادرة البلاد أو التوجه للقطاع الخاص.

في ختام منشورها، أكدت Guide Infirmier أن “إصلاح الصحة لا يكون بالتصريحات الانفعالية، بل بالجرأة في مواجهة الأرقام”، ودعت إلى الكف عن تبخيس جهود العاملين في الصفوف الأولى، والتركيز على الإصلاح الحقيقي المبني على التمويل الكافي، العدالة المجالية، والحكامة الجادة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة