كلاش بريس /. خريبكة
لم يعد المواطن المغربي يطيق هذا الواقع المعيشي المرير؛ فالأسعار تواصل صعودها الجنوني دون حسيب ولا رقيب. البطاطس التي كانت غذاء الفقير بلغت 7 دراهم، والطماطم صارت بـ 7 دراهم، والجزر قفز إلى 10 دراهم، واللفت بلغ 15 درهماً، أما الفلفل فاستقر عند 10 دراهم. وحتى البصل، عصب المطبخ المغربي، لم يسلم؛ الأحمر منه بـ 7 دراهم والأبيض بـ 5 دراهم.
إنه مشهد صادم ومخيف: المواطن البسيط يُسحق تحت وطأة الغلاء، والدرويش صار يعيش بين مطرقة الحاجة وسندان الفقر. خيرات البلاد أمام عينيه، لكنه لا يملك القدرة على الوصول إليها.
المفارقة المؤلمة أن الحكومة لا ترى هذه “السرعة الجنونية” في ارتفاع الأسعار، بينما وجدت نفسها متأهبة لتتبع سرعة الدراجات النارية عبر أجهزة المراقبة! أي عبث هذا؟
أما الفواكه، فقد تحولت إلى “ترف بعيد” لا يجرؤ الفقير حتى على الاقتراب منه.
ولم يتوقف النزيف عند الخضر فقط؛ فحتى الدجاج، قوت الطبقة البسيطة، قفز إلى 27 درهماً للكيلوغرام، ليتحوّل هو الآخر إلى “ترف” بعد أن كان الملاذ الأخير للمواطن حين يعجز عن شراء اللحوم الحمراء. وهكذا ضاق الخناق أكثر، وتحوّل المطبخ المغربي إلى ساحة معركة يومية بين القدرة الشرائية المتدهورة والأسعار الملتهبة.
وامام هذا الوضع ..يبقى السؤال موجهاً مباشرة إلى رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش:
هل قدّرتم حجم المعاناة اليومية التي تحرق قلوب المغاربة قبل جيوبهم؟ أم أن المواطن البسيط محكوم عليه أن يظل غريباً في وطنه؟