كلاش بريس /. بني ملال
في الوقت الذي تُرفع فيه شعارات الاحتجاج من مناطق متعددة بجهة بني ملال–خنيفرة، مطالبةً بفك العزلة وتحسين أوضاع الساكنة، اختار رئيس الجهة السيد عادل البراكات أن يكون في أزيلال، لا للاستماع لنبض المواطنين، ولكن لحضور افتتاح فعاليات النسخة 14 من المهرجان الصيفي لفنون الأطلس.
الحدث، لا يمكن بأي حال الانتقاص من أهميته الثقافية والفنية، “. والإشكال لا يكمن في المهرجان ذاته، بل في توقيت الحضور ومكانه وسياقه.
فكيف يمكن لرئيس جهة يعيش على وقع احتجاجات اجتماعية نقلتها كبريات القنوات الإعلامية الوطنية، أن يختار الإنصات للعود والدف بدل صرخات المواطنين؟
وكيف يمكن تفسير هذه المفارقة الصارخة، في ظل تذكّرنا لمصاريف ضخمة مثل نصف مليار سنتيم صرفت في معرض الاستثمار بخريبكة، دون أن تظهر لها آثار تنموية حقيقية على الأرض؟
ثم ما موقع مبدأ “الأولويات في صرف المال العام”؟
أليس من الحكمة أن تكون الاستجابة لانتظارات الساكنة أولى من دعم المهرجانات والأنشطة ذات الطابع الاحتفالي، مهما كانت قيمتها الرمزية؟
وإذا كان رئيس الجهة من حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس جماعة أزيلال من نفس الحزب، فهل نحن أمام دعم حقيقي للفن والثقافة، أم مجرد واجهة ناعمة لحملة سياسية مغلفة بثوب الفن؟
كنا سنصفق بحرارة لو شاهدنا صوراً من جماعات مهمشة تُواكبها الجهة بإصلاحات تنموية حقيقية.
كنا سنصفق أكثر لو أن رئيس الجهة كسر البروتوكول ونزل إلى القرى المهمشة، ليستمع للمعاناة بدل الإنصات للموسيقى… لكن للأسف، ظلّنا مائلاً والعود لا يزال أعوج.
وللتاريخ، فإن موقعنا ـ كلاش بريس ـ سبق أن ناصر رئيس الجهة عادل البراكات ضد الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال بعد اتهامه بما سموه “التهجم على رئيس جماعة تبانت، خالد تيكوكين وكتبنا آنذاك مقالًا نؤكد فيه أن البيجيدي كان صوته خافتًا ومتوارياً في قضايا الجهة لسنوات، قبل أن يستفيق فجأة في لحظة تصفية حسابات سياسية.
لكن اليوم، ومن نفس المبدأ الذي نكتب به، نقول لنفس الرئيس: الحقيقة لا تحمل معروفًا لأحد، وهي لا تنحاز إلا للناس، وهمومهم، وأولوياتهم. فكما دافعنا عنك حين رأينا أن الهجوم عليك فيه كثير من التسييس، فإننا نُذكّرك اليوم أن صوت المواطنين أولى من صوت العود والدف، وأن المال العام مسؤولية لا مساحة فيها للعب السياسي أو تلميع الصورة.
دليل على أن هم الساكنة وما يعانونه لا يعنيهم أبدا …