كلاش بريس /ع. ع
لم يكد حساب “جبروت” يُفجّر قضية التهرب الضريبي المنسوبة لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، حتى خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتصريح ناري يطالب فيه باستقالة “وهبي ”
رد فعل بنكيران السريع أثار الكثير من الأسئلة، ليس فقط حول مضمون القضية، بل حول دوافع الاصطفاف السياسي عند وقوع “فضيحة” ما، خصوصًا حين يتعلق الأمر بخصم مباشر لحزب العدالة والتنمية
ففي الوقت الذي فضّل فيه أغلب الزعماء الحزبيين الصمت أو التريث، خرج بنكيران ، مطالبًا بربط المسؤولية بالمحاسبة، وبتطبيق الدستور والقانون، في خطوة فسّرها البعض على أنها غيرة على المال العام، بينما رآها آخرون مجرد فرصة ذهبية لضرب حزب الأصالة والمعاصرة عبر رمزه الأقوى داخل الحكومة عبد اللطيف وهبي.
لكن السؤال الأكبر يبقى مطروحا : لماذا لم يُبدِ بنكيران نفس الحماس في ملفات أخرى مشابهة؟
ولماذا سكت بنكيران ولم نر له موقفًا من قضايا عديدة أو ملفات كبرى يتم ترويجها إعلاميًا دون أي يتحدث او يعلن عن اي اصطفاف ؟
هل لأن اللحظة كانت ملائمة أكثر لتوجيه السهام نحو وهبي؟ ام لان بنكيران ادرك ان الفرصة مواتية لإعادة تموقعه السياسي من بوابة مفتوحة ، أم أن الأمر مجرد “تقطار الشمع” على خصم سياسي كان يعرف كيف يثير غضبه ؟
وهل نحن فعلاً أمام انبعاث خطاب إصلاحي، أم أمام استثمار سياسي ظرفي لمزاعم تهرب ضريبي لخصم سياسي ؟