كلاش بريس / الرباط
في مشهد مؤلم وصادم، تعرض عنصر من عناصر الوقاية المدنية لاعتداء عنيف بعد أن صعد منفرداً إلى “شاطو” لمحاولة إقناع معتصم بالنزول، ليتلقى ضربات مباغتة بهراوة من طرف المعني، المعروف محلياً بلقب “الوحش”، نُقل إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة.
ما وقع ليس حادثاً معزولاً، بل نتيجة مباشرة لسوء تقدير فادح وغياب تنسيق أمني واضح. اذ كيف يمكن لعقل أمني أن يسمح بإرسال عنصر وحيد لمباشرة تدخل مع شخص معتصم في موقع مرتفع وخطير، يُعرف بعدوانيته، وسبق له أن تحدى السلطات لأيام بل لأسابيع؟
هل كانت السلطات تجهل طبيعة المعتصم؟ وهل كان غريباً عنها أنه مسلح بهراوة؟ وهل كانت تتوقع فعلاً أن يستقبلهم بالورود بعد شهر من الترقب والتوتر؟وما معنى حضور سلطات إلى مكان اعتصام بدون خطة، بدون خطة بديلة، وبدون حماية كافية
هذا ليس فقط إخلالاً بالواجب المهني، بل مقامرة بأرواح موظفين أوفياء، لا ذنب لهم سوى تنفيذ أوامر ارتجالية لا تحترم الحد الأدنى من شروط السلامة والتنسيق.
إن تكرار هذا النوع من التدخلات المرتجلة يعكس فشلاً بنيوياً في العقلية التدبيرية لبعض المسؤولين، الذين لا يزالون يشتغلون بمنطق “أرسل عنصراً ونتوكل على الله”، في زمنٍ يفترض فيه أن تُدار مثل هذه الأوضاع عبر لجان أمنية مختلطة، وخطط دقيقة تراعي المعطيات النفسية، الميدانية، والتقنية.
.الوضع يكشف خللاً واضحاً في التقدير الأمني، ويطرح تساؤلات حقيقية حول المسؤولية، خصوصاً أن السلطات كانت على علم مسبق بالاعتصام وطبيعته، بل وبتوتره المتصاعد.