محمد الغلوسي: مراكش في نفق مظلم والنخبة السياسية مشغولة بحكومة المونديال

21 مايو 2025
محمد الغلوسي: مراكش في نفق مظلم والنخبة السياسية مشغولة بحكومة المونديال

كلاش بريس

في خضم الحديث المتكرر عن مشاريع إنشاء الأنفاق بمدينة مراكش كحل لأزمة السير والجولان، يرى محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد شعارات انتخابية لا تنسجم مع الواقع المر الذي تعيشه المدينة.

وقال الغلوسي إن “مراكش ليست في حاجة إلى أنفاق جديدة، لأنها تعيش منذ مدة طويلة داخل نفق مظلم مسدود، تستغيث وتطلب النجدة لإنقاذها مما آلت إليه”. وأضاف أن المدينة فقدت هويتها وتحولت إلى “دوار كبير” بفعل ما وصفه بـ”التهجير القروي والترييف الكامل” الذي طالها.

وأشار الغلوسي إلى أن “عمليات التجميل الظاهري للمدينة، بما في ذلك الخرجات المصورة رفقة فرق يجهل دورها الحقيقي، ليست سوى بهرجة لا تغني ولا تسمن من جوع”. واعتبر أن هذه الخطوات لا تسعف في تضميد الجراح العميقة التي خلفتها سنوات من التهميش وسوء التدبير.

وانتقد الغلوسي أشغال الحفر والتهيئة الجارية، قائلاً إنها تُنفّذ وكأن المدينة خرجت إلى الوجود بالأمس، متناسية أن مراكش مدينة عريقة، تمثل جزءاً من التاريخ والحضارة المغربية. واستغرب غياب الأثر الفعلي للبرامج السياسية والخطابات المكرورة على حياة المواطنين، مؤكداً أن الواقع لا يتغير رغم ضخ الأموال.

وتابع أن بعض من تولوا المسؤولية في المدينة لم يحققوا أي تنمية تُذكر، بل إن “ملامح وجوههم هي التي تغيرت بفعل المساج والتدليك والثروات الفائضة”، دون أن يتم مساءلتهم عن مصادر ثرواتهم، رغم أن “رائحة الفساد تفوح من كل زوايا المدينة”.

وفي انتقاد مباشر للنخبة السياسية، قال الغلوسي إن “العديد من النواب الحاليين تحوّلوا إلى أبطال داخل البرلمان، ليس لحمل هموم الناس، بل لقطع الطريق أمام أي محاولة للإصلاح والتغيير، ولفرش السجاد الأحمر أمام الفساد ليتعمق ويتمدد”.

وختم الغلوسي مقاله بأن مدينة مراكش، التي تُوجد على أبواب تنظيم مونديال 2030، “غير جاهزة لأي شيء”، بينما لا تفكر النخبة الحزبية إلا في “حكومة المونديال”، في إشارة إلى انشغالها بالمناصب والمكاسب على حساب تنمية المدن وتحقيق تطلعات المواطنين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة