ظاهرة تشجيع البارصا والريال بالمغرب: حب كرة أم هروب من واقع كروي باهت؟

7 مايو 2025
ظاهرة تشجيع البارصا والريال بالمغرب: حب كرة أم هروب من واقع كروي باهت؟

كلاش بريس / رياضة

من المثير للاستغراب حجم الحماس والانفعال الذي يُبديه عدد كبير من المغاربة عند متابعة مباريات الغريمين الإسبانيين، برشلونة وريال مدريد. لا يقتصر الأمر على تشجيع عادي، بل يتعداه أحياناً إلى سلوكات فيها تعصب، شجار، خصام بين الأصدقاء، بل وحتى قطيعة في الكلام، وكأننا أمام ديربي وطني مصيري. فهل فعلاً الأمر يتعلق بحب أصيل لكرة القدم العالمية، أم أن خلفه أسباب أعمق ترتبط بواقع الكرة الوطنية؟

الحضور الكثيف للقمصان الرسمية للفريقين في الشوارع، والانتظار الحماسي لمباريات “الكلاسيكو”، والتفاعل المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك يكشف أن الاهتمام ببرشلونة وريال مدريد ليس عادياً. بل أصبح يشكل طقساً اجتماعياً وثقافياً لدى فئة عريضة من الشباب المغربي، يتعدى مجرد الترفيه.

وبالتمحبص الدقيق يسجل متتبعون ان أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة قد يكون راجع إلى “برودة” البطولة الوطنية، سواء على مستوى جودة اللعب، أو ظروف الملاعب، أو تدبير الأندية.

ويلاحظ ان الكثير من الجماهير لم تعد تجد في البطولة الوطنية ذلك الحماس، ولا تُعبر أنديتها المحلية عن الطموحات الكبرى، كما أن غياب المنافسة القوية يجعل المتفرج يشعر بالملل، ويدفعه إلى البحث عن فرق تملك “مشروعاً” و”هوية”، وهنا تبرز البارصا والريال، ككيانين كرويين لهما تاريخ وشعبية عالمية.

ويطرح الانجذاب المبالغ فيه لهذين الفريقين أكثر من علامة استفهام. غهل يتعلق الأمر فقط بالرياضة، أم أن الجمهور يُسقط جزءاً من رغباته ومكبوتاته على تلك الفرق؟ هل هو نوع من الهروب من واقع محلي يفتقر للفرجة، للنجاح، وللتنظيم؟

ولا يمكن ايضا إغفال الدور الكبير للإعلام الرياضي والمواقع الاجتماعية في تكريس هذا الاهتمام، حيث أن التغطية الإعلامية للكلاسيكو، والترويج للنجوم العالميين، تجعل المتابع المغربي يعيش تفاصيل الفرق الإسبانية أكثر مما يعرف عن فريق مدينته. هذا الانتباه المنقطع النظير للريال والبارصا يساهم في بناء نوع من “الانتماء الوهمي” العابر للحدود.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة