إدريس لشكر.. زعيم بلا نهاية أم عنوان لأزمة الديمقراطية الحزبية؟

18 أكتوبر 2025
إدريس لشكر.. زعيم بلا نهاية أم عنوان لأزمة الديمقراطية الحزبية؟

كلاش بريس / الرباط

في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاستحقاقات انتخابية جديدة، يصرّ إدريس لشكر على أن يجعل من الاتحاد الاشتراكي ملكية خاصة لا يزاحمه فيها أحد، بعدما جلس على كرسي القيادة لولاية رابعة وكأن عقارب الساعة توقفت عند اسمه .

هذا الإصرار ليس مجرد طموح شخصي، بل هو تعبير صارخ عن أزمة عميقة تضرب جوهر الحياة الحزبية في المغرب، حيث تحوّل التناوب إلى شعار أجوف، والديمقراطية الداخلية إلى واجهة شكلية تزينها خطابات المجالس الوطنية والمؤتمرات المغلقة.

في زمن يفترض أن يكون الاتحاد الاشتراكي مدرسة للتجديد والنقد الذاتي، تحوّل الحزب إلى مؤسسة تُدار بالعلاقات والولاءات، لا بالأفكار ولا بالكفاء الى ان صار هذا الموطن السياسي عنوان للجمود السياسي؛ يرى فيه لشكر مجرد وسيلة للبقاء في الواجهة، ولو على حساب المناضلين والكوادر والشباب الذين فقدوا الأمل في أن تُفتح أمامهم أبواب المسؤولية والمبادرة. فكيف يُمكن أن نطلب من المواطنين الإقبال على صناديق الاقتراع، ونحن نقدّم لهم مشهداً سياسياً يعيد نفس الوجوه ونفس الخطاب ونفس النتائج؟ كيف يمكن إقناع الشباب بالمشاركة، وأبرز أحزاب البلاد تعجز حتى عن تجديد نخبها الداخلية؟

إن التمسك المرضي بالمناصب لا يخدم الحزب ولا يخدم الوطن، بل يكرّس الإحباط العام ويعزز القناعة بأن السياسة في المغرب لم تعد وسيلة للتغيير بل ساحة لتبادل الأدوار بين نفس الأشخاص.

الاتحاد الاشتراكي كان يوماً حزباً يُضرب به المثل في الفكر والنزاهة والجرأة، واليوم يعيش مفارقة مؤلمة بين تاريخه المضيء وواقعه الباهت، بين مبادئ التحرر والانفتاح، وممارسات الانغلاق والاحتكار.

إن الذين يبررون بقاء لشكر باسم الاستمرارية والحكمة يتجاهلون أن الاستمرارية الحقيقية تعني تجديد الدماء والأفكار، لا إعادة تدوير الزعامات فالسياسة اليوم تحتاج إلى رجال ونساء يملكون الشجاعة الكافية ليفهموا أن الزعامة ليست مقعداً أبدياً، وأن من يحب حزبه حقاً هو من يترك وراءه جيلاً أقوى، لا تنظيماً منهكاً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة