ماء العينين : حكومة “أخنوش” تجاهلت التحذيرات ومارست التعالي

14 أكتوبر 2025
ماء العينين : حكومة “أخنوش” تجاهلت التحذيرات ومارست التعالي

كلاش بريس

اعتبرت آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن موجة الاحتجاجات التي عرفتها عدد من المدن المغربية في الآونة الأخيرة كانت نتيجة طبيعية للسياسات الحكومية الحالية، مؤكدة أن حزبها حذر منذ وقت مبكر من المآلات التي وصلت إليها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وقالت ماء العينين، في حديثها ضمن بودكاست “جهر” نهاية الأسبوع، إن “البلاد كانت محظوظة لأن الاحتجاجات خرجت بشكل سلمي ومنضبط، وإلا لكانت أكثر حدة وخطورة”، مشيرة إلى أن حكومة عزيز أخنوش تتحمل مسؤولية مباشرة عما جرى، بسبب “نهجها الاستحواذي والمتعالي، وفشلها في تدبير الملفات العمومية والتواصل مع المواطنين، إلى جانب افتقارها لنخب سياسية قادرة على التأطير والمبادرة”.

وأضافت أن الحكومة تعاملت مع مؤسسات الدولة “بنوع من التعالي”، ضاربة عرض الحائط تقارير هيئات رسمية كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس المنافسة، والمندوبية السامية للتخطيط، معتبرة أنها “حكومة لا ترى إلا ما تريد أن تراه وتتصرف كما لو كانت فوق المساءلة والنقد”.

وانتقدت ماء العينين بشدة أداء رئيس الحكومة، واصفة إياه بـ“الرئيس غير السياسي الذي وُضع في موقع المسؤولية دون رصيد حزبي أو وعي سياسي”، مضيفة: “من غير المقبول أن يصرّح رئيس حكومة تحت قبة البرلمان بأن المواطنين لا يهمونه، فهذا استفزاز صريح للمغاربة”.

وأكدت أن هذه الحكومة “جمعت بين الفشل التدبيري والعجز التواصلي ونقص الكفاءات السياسية، إضافة إلى منسوب غير مسبوق من التعالي على المواطنين والمعارضة والمؤسسات الرسمية”، مضيفة: “في خطاباتهم لا ينقصهم سوى أن يقولوا للناس أنكم عبيد عندنا”.

وفي ما يخص طريقة تعبير الشباب عن غضبهم، أوضحت ماء العينين أن غياب قنوات رسمية للتعبير، وضعف الإعلام في نقل صوتهم، والإحساس المتنامي بـ“الحكرة” و“التهميش”، كلها عوامل دفعتهم إلى الشارع كوسيلة وحيدة للاحتجاج. وقالت: “نحن كحزب سياسي نملك آليات للتعبير، لكن هؤلاء الشباب لا يملكون سوى الشارع”.

كما انتقدت غياب مؤسسات قادرة على تحليل التحولات الاجتماعية واستشراف الأزمات، معتبرة أن الحكومة فشلت في قراءة مؤشرات الغضب الشعبي والتقاط رسائله السياسية.

وبخصوص انتخابات 8 شتنبر، رأت ماء العينين أن ما جرى خلالها “لا يمكن فصله عما يحدث اليوم”، واصفة تلك الانتخابات بأنها “عملية شابها تدخل واضح وتحكم في الإرادة الشعبية”، مما أفرز، حسب قولها، “حكومة مايلة منذ يومها الأول، تضم أسماء تفتقر إلى الكفاءة والتجربة”.

وأضافت أن الحكومة “أفرغت المؤسسات المنتخبة من مضمونها الحقيقي، واستقدمت نخباً محلية تفتقر للكفاءة السياسية، وحاولت في بدايتها شراء وسائل الإعلام بدل التواصل مع المواطنين”.

وختمت ماء العينين بالتأكيد على أن حزب العدالة والتنمية، رغم تموقعه في المعارضة، “يظل القوة السياسية الأكثر حضوراً وتواصلاً”، مشيرة إلى أن عدداً من المطالب التي رفعها المحتجون اليوم سبق للحزب أن نبه إليها، خاصة ما يتعلق بـ“تضارب المصالح وحكومة الفراقشية”، على حد تعبيرها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • MAGRIBI
    MAGRIBI 14 أكتوبر 2025 - 2:06

    كل ما قلتيه جميل ،ولكن ماذا عن قرار المقاصة دون مجلس منافسة ؟
    ماذا عن التقاعد ،وإفراغ صناديق التقاعد؟
    وماذ عن نهب صندوق الماء والكهرباء، و إعفاء الفهري من المساءلة؟
    ولماذ لم يحرر بن كيران الإستقالة أثناء البلوكاج؟
    و لماذا إستقدم اخنوش وقال عنه
    ( اغراس اغراس) وورط الشعب فيه ؟
    راجعوا كوارثكم…

الاخبار العاجلة