كلاش بريس / مراكش
في مشهد مؤلم يقطع القلوب، ظهرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي سيدة تُدعى سعيدة، أرملة وعاجزة عن توفير حياة كريمة لأولادها. قصتها لم تبدأ اليوم، بل هي امتداد لمأساة طويلة بدأت بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز قبل عامين.
السيدة سعيدة فقدت زوجها بعد عام من الكارثة، نتيجة البرد الذي احد منه حياته بسبب عدم توفر الرعاية الطبية، لتبقى وحيدة تعيش في خيمة متواضعة مع أولادها، وأم زوجها الكبيرة التي مازالت تحت الميكة، تحاول النجاة مع هذه الأسرة الصغيرة في ظروف قاسية.
ما يزيد من فداحة الوضع، أن منزلها كان مهددًا بالانهيار ، ولم تستفد من إعادة البناء، لتبقى معتمدة على الشحادة والعمل المؤقت لتأمين لقمة عيشها. وبالرغم من المعاناة، تستمر سعيدة في الخروج يوميًا، تطلب الطعام أو المال لتمكّن أولادها من البقاء على قيد الحياة.
الفيديو الذي وثقه فيسبوكي حر، مؤثر ومفجع، يُظهر مأساة السيدة كما هي، دون رتوش أو تجميل. يضع هذا المشهد الصادم أمام المجتمع والحكومة حقيقة مرة: أن التقدم الذي يعرفه المغرب لم يصل بعد إلى هؤلاء المواطنين الذين يواجهون الموت صامتًا تحت الخيام.
الزلزال لم يقم بتدمير الجدران فقط، بل فضح قسوة الواقع وغياب أي اهتمام بالإنسانية. سعيدة وأطفالها يعيشون الموت كل يوم تحت خيمة، بينما يختبئ المسؤولون وراء بيانات فارغة ووعود لا قيمة لها. عامان كاملان مضيا، وهم بلا مأوى، بلا علاج، بلا كرامة، كأنهم مجرد رقم في سجل الإحصاءات الرسمية.
هذه مأساة لا تحتمل السكوت. كل لحظة تمضي دون تحرك جاد من الدولة أو المجتمع المدني، هي جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية. ..كل تأجيل يعني مزيدًا من الألم، وكل صمت يعني قتلًا صامتًا، لا يختلف عن الزلزال الذي دمر منازلهم قبل عامين…