إزدواجية السياسة الجزائرية… ” الشيات ” بن قرينة يلهي شعبه بالخارج

5 أكتوبر 2025
إزدواجية السياسة الجزائرية… ” الشيات ” بن قرينة يلهي شعبه بالخارج

كلمة كلاش بريس

التدخل الأخير لبعض الشخصيات الجزائرية مثل السياسي بنقرينة في الشأن المغربي يطرح أكثر من تساؤل حول أولويات السياسة في الجزائر. فحين يدعو الأخير بالدفع بالإحتجاجات نحو القصر الملكي، يصبح من الصعب تجاهل أن بلده نفسه يغرق في أزمات متراكمة منذ عقود. البطالة المرتفعة، الفساد المستشري، غياب التنمية الحقيقية، سرقة الثروات، والاستبداد السياسي وكلها مشاكل متجدرة تجعل المواطن الجزائري يعيش في ظروف صعبة، بينما تُصرف الجهود الحكومية في مراقبة الخارج وتوجيه الانتقادات نحو جيرانها بدل مواجهة الداخل.

هذا التوجه يعكس ازدواجية في المعايير وسياسة الهروب إلى الأمام. فبدلاً من إصلاح اقتصاد متعثر وتعويض الشباب عن الفرص الضائعة، تستخدم بعض الأصوات الجزائرية المغرب كأداة لتصريف الأزمات المحلية، وكأن القضايا الوطنية قد انتهت بالكامل وأصبح التركيز على الخارج هو الحل السحري لمشاكل البلاد. التدخل في الشؤون المغربية ليس إلا إلهاء للرأي العام المحلي، فيما المواطن الجزائري يبقى ضحية سياسات قصيرة النظر وعدم قدرة على التعامل مع الواقع اليومي الصعب.

التصرفات هذه تكشف ضعفاً دبلوماسياً وسياسياً، وتزيد من الصور النمطية عن الجزائر في المنطقة. فبينما تواجه الحكومة مشاكل متراكمة تشمل الاغتيالات السياسية، تدهور البنية التحتية، فشل في استثمار الموارد الطبيعية، ومطالب شعبية متزايدة، نجدها تصرف الطاقة على ما يحدث خارج حدودها. هذا النمط من السياسة يعكس أن الأولوية ليست للمواطن الجزائري، بل للحفاظ على صورة زائفة على الساحة الخارجية، وهو ما يجعل تدخلها في المغرب أمراً غير مقبول ومثير للسخرية في نفس الوقت.

ان تصريحا من هذا النوع لم يكن مفاجئا على اعتبار أن الاخير صرّح بأنه يعتز بلقب “شيّات” (أي متزلف)،…فمن يقبل على نفسه هذا الوصغ يستطيع ان يقول كل شيء

لا تنتظر سقوط المغرب في الازمات …فنحن ملكيون وملكنا كان دوما مع شعبه وما الاحتجاجات التي تراها سوى رسم سرعان ماسينتهي بالإصلاح المنشود …وستبقى الجزائر متوارية في الخلف تراقب الدول وتحصي زلاتها …

بكل ثقة نقول لكم …ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة