كلاش بريس / الرباط
قال البشير عصام المراكشي عالم شريعة “: إن هذا الجيل يعادي جميع أنواع السلطة، لأنه تربى على الأفكار التي أنتجها فلاسفة التفكيك، وعلى رأس ذلك تفكيك جميع السلطات: سلطة الأب داخل الأسرة، والمعلم في فصل الدراسة، والمدير في المدرسة، ورجل الأمن في الشارع، والحاكم على المحكوم، وسلطة “رجل الدين” في أي نقاش فكري أو مجتمعي.
وأضاف أن ‘ هذا الجيل – في العالم كله – متمرد بطبعه، وهو كما يرفض كل من يقمعه سياسياً أو فكرياً، فإنه يحتفي بكل من يتحدث له عن حرياته وحقوقه.
وأشار إلى أن” السياسيين المحنكون وركاب الأمواج المصلحيون يفهمون هذا المعنى، فيحسنون التعامل مع أبناء هذا الجيل، ويوجهون لهم خطاباً يؤطرهم فكرياً دون أن يكسر رابط الثقة معهم.’
بالمقابل سجل أن” أصحاب الأفكار القمعية البائدة يقدمون خطاباً سلطوياً متجاوزاً، تلفظه القلوب وتمجّه العقول.”
وأشار كذلك إلى أن أهل الدين، ورثة الأنبياء، في هذا كله، كثير منهم غائب حسا ومعنى، كأن الأحداث لا تعنيهم في شيء، وكثير منهم إذا تكلم أفجع، حتى يود العقلاء لو كان سكت.
وأوضح أنه في خصوص نزالات هذا الجيل اليوم، نجد إما صمتاً مطبقاً، أو تحريم للتظاهر المسموح به أصلاً في القوانين المؤطرة للعلاقة بين المسلم و”ولاة الأمور”.
وأضاف أن المغني والممثل ولاعب الكرة يخاطبون هؤلاء الشباب متفهمين لمطالبهم، ومنبهين على السلمية ونبذ العنف، فيما يجد الملحدون والعلمانيون ومخلّفات اليسار الراديكالي فرصة لركوب أمواج المطالب المشروعة وادراج عصارة إيديولوجياتهم فيها، وتبحث الأحزاب في طور الانقراض عن عذرية انتخابية جديدة بمحاولة احتواء هؤلاء الشباب.
وختم البشير عصام المراكشي تدوينته بالدعوة للعلماء والدعاة قائلاً: “انفضوا غبار الذل واستيقظوا من غفلة الصالحين، تحملوا مسؤوليتكم التاريخية بالبيان الواجب، زاحموا بالحق الذين يسرقون قلوب الشباب بباطلهم”.