5 سنوات بدون مهرجانات…في انتظار تنمية تؤمن بها الحكومة !!!

5 يوليو 2025
5 سنوات بدون مهرجانات…في انتظار تنمية تؤمن بها الحكومة !!!

.كلاش بريس / سمية الفرقاش

خمس سنوات من الجفاف مرت على المغرب، كانت ثقيلة في وطأتها، قاسية في آثارها. شحٌّ في الأمطار، تراجع في الإنتاج الفلاحي، توتر في الأمن المائي، وغلاء متصاعد في الأسعار طال كل شيء: من الخضر إلى الحبوب، من الأعلاف إلى المحروقات. ومع ذلك، صبر المواطن.

صبر الفلاح وهو يرى أرضه تموت عطشًا، وصبر الكسّاب وهو يبيع قطيعه بأبخس الأثمان، وصبر المواطن البسيط وهو يعيد ترتيب أولوياته بين لقمة العيش وفاتورة الماء والكهرباء. صبرنا جميعًا، لأننا آمنا أن البلاد تمر بمرحلة صعبة، تستدعي التكاتف والتضامن.

لكن، وفي الجهة الأخرى، ظلت الحكومة تُصرّ على تنظيم المهرجانات، وكأن لا شيء تغيّر. مهرجانات في المدن الكبرى والصغرى، ميزانيات بالملايير، فنانين أجانب، أضواء، خيام، حفلات… واحتفالات تتحدى الواقع المعيشي لشرائح واسعة من الشعب.

وهنا يطرح السؤال نفسه، وبإلحاح:

إذا كان الشعب قد صبر خمس سنوات على الجفاف، فلماذا لا تصبر الحكومة خمس سنوات بدون مهرجانات؟

هل نحن بحاجة إلى مهرجانات أكثر أم إلى مشاريع تنموية في المناطق المنسية؟

هل نحن بحاجة إلى حفلات غناء، أم إلى مستوصفات قروية، ومدارس محترمة، وطرقات تربط القرى بالعالم؟

هل نحن بحاجة إلى منصة فنية، أم إلى بئر ماء في دوار يعاني العطش؟

ليس الأمر عداءً للفن ولا خصومة مع الثقافة، بل دعوة لإعادة ترتيب الأولويات. فالحكومة التي تطالب مواطنيها بالصبر والتقشف في زمن الأزمات، يفترض أن تبدأ بنفسها، وتقدّم مثالاً في التضحية بتعليق المهرجانات لخمس سنوات، وتحويل ميزانياتها إلى مشاريع اجتماعية حقيقية، سيكون رسالة قوية بأن الحكومة تشارك المواطن معاناته، ولا تعيش في برجها العاجي.

إن الصوم الحقيقي عن الترف ليس حرمانًا، بل هو كرامة وتضامن. وإن تقنين المال العام لا يبدأ من جيب المواطن، بل من جيب السياسات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة