حين يتحول الحماس إلى انقسام.. شعار برلماني يثير الغضب بعد الخطاب الملكي

11 أكتوبر 2025
حين يتحول الحماس إلى انقسام.. شعار برلماني يثير الغضب بعد الخطاب الملكي

كلاش بريس / الرباط

لم تمر دقائق على نهاية الخطاب الملكي في افتتاح الدورة التشريعية، حتى خرج البرلماني محمد السيمو إلى الشارع المقابل للبرلمان، محاطًا بعدد من أنصاره، مرددًا شعارًا صادمًا: “موت موت يالعدو، الملك عندو شعبو”.

عبارة بدت للوهلة الأولى حماسية، لكنها سرعان ما تحولت إلى مثار جدل واسع، بعدما تساءل كثير من المتتبعين عن المقصود بـ”العدو” في هذا السياق.

هل كان السيمو يقصد بها جهات خارجية تمس بالوحدة الوطنية؟ أم كان يوجهها ضمنيًا ضد الأصوات المنتقدة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وعلى رأسها حركة جيل زيد (Z) التي برزت خلال الشهور الأخيرة بمطالبها الإصلاحية؟

السؤال مفتوح، لكن التأويلات خطيرة، خصوصًا في لحظة وطنية جامعة دعا فيها الملك إلى رصّ الصفوف وتسريع التنمية بروح المسؤولية المشتركة.

الخطورة في شعار كهذا، أنه يحمل نزعة فئوية تقسم المغاربة بين “شعب الملك” و”عدو الملك”، علما ان الملك، كما يعرف الجميع، لا يرى في أبناء شعبه أعداء، بل يعتبرهم شركاء في البناء، كيفما كانت مواقعهم أو توجهاتهم.

إن إخراج الشعارات من سياقها الوطني المعتدل، وتحويلها إلى أداة للتحريض أو الإقصاء، يُفقد السياسة معناها النبيل، ويضرب في العمق قيم التلاحم التي تشكل أساس الاستقرار المغربي.

وإذا كان البرلماني يقصد جهات خارجية معادية، فذلك مفهوم ومقبول، بل ومطلوب من كل وطني؛ أما إذا كان المقصود بها شباب جيل “زد” أو أي فئة احتجاجية داخل الوطن، فالأمر لا يليق بمسؤول سياسي يفترض فيه أن يكون جسراً بين الدولة والمجتمع لا حاجزاً بينهما.

لقد حمل الشعار في طياته انزلاقاً في الخطاب السياسي، يكرّس منطق المواجهة بدل الحوار، فالوطن لا يقوم على “من معنا ومن ضدنا”، بل على تعدد الآراء تحت سقف الثوابت.

وحتى يكون ” السيمو” على بينة … فشباب “جيل Z ” عبّروا في كل خرجاتهم عن احترامهم العميق للمؤسسة الملكية وتقديرهم لشخص الملك، وخير دليل على ذلك الرسالة التي وجّهوها إليه مؤخرًا، وما تضمنته من لهجة وطنية مسؤولة ؛ كما أنهم أوقفوا تظاهراتهم نهار الخطاب ، تقديرًا للحضور الملكي واحترامًا لرمزية المناسبة

ما أحوجنا اليوم ـ والرسالة هاته للبرلماني المذكور ـ: إلى نخب تُؤطر لا تُفرّق، تُعبّئ لا تُقصي، وتُحسن الإصغاء قبل إطلاق الشعارات …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • MAGRIBI
    MAGRIBI 11 أكتوبر 2025 - 3:04

    سنَبيعُكم لكنْ لمَن ؟!
    مَن يشتري منا العفَن ؟!
    مَن يشتري منا النجاسةَ والقذارةَ والفِتنْ ؟!
    مَن يشتري منا صراصيرَ النذالةِ والوهَـن ؟!
    مَن يشتري منا الكوارثَ والمصائبَ والحزنْ ؟!
    مَن يشتري منا الجراثيمَ المضرّةَ بالبدن ؟!
    مَن يشتري منا اللصوصَ المستغلّينَ الخوَنْ ؟!
    مَن يشتري العملاءَ والجبناءَ والأوساخَ مَن
    ( الشاعر اليمني فتح مسعود)

الاخبار العاجلة