ترك الصحفي الفلسطيني أنس جمال الشريف، ابن مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وصية مؤثرة نشرها قبل استشهاده، عبّر فيها عن ثباته على المبدأ وإيمانه بالقضية الفلسطينية، موجها رسائل أخيرة لأهله وشعبه وللأمة جمعاء.
وجاء في مستهل وصيته: “إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”. وأضاف أنه عاش الألم والفقد مرارًا، لكنه لم يتوان عن نقل الحقيقة كما هي، دون تحريف أو تزوير، آملا أن يكون الله شاهدا على من صمتوا أمام المذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام ونصف.
الشريف أوصى بفلسطين وأهلها، خاصة الأطفال الذين “سُحقت أجسادهم البريئة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية”، مؤكدا ضرورة عدم الاستسلام للقيود أو الحدود، والاستمرار في النضال حتى “تشرق شمس الكرامة والحرية”.
كما خص بالذكر أفراد أسرته، فطلب الدعاء لوالدته التي كانت دعواتها حصنا له، وأوصى برعاية زوجته “أم صلاح” التي وصفها بثبات الزيتونة، وابنته “شام” وابنه “صلاح”، معتبرا أن الأيام لم تمهله ليرى أحلامه معهما تتحقق.
واختتم وصيته بالدعاء أن يتقبله الله في الشهداء، وأن يكون دمه نورا يضيء درب الحرية، مؤكدا أنه يمضي على العهد دون أن يغير أو يبدل، وخاطب محبيه قائلا: “لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم”.
هذه الكلمات، التي وصّى بنشرها بعد رحيله، تحولت إلى رسالة وجدانية هزت مشاعر مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعادت التذكير بتضحيات الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت يوميا لنقل الحقيقة من قلب المأساة.