هدير الاحتفالات المتواصل في المدن يرسخ رسالة الإهانة

27 يوليو 2025
هدير الاحتفالات المتواصل في المدن يرسخ رسالة الإهانة

كلاش بريس

انتقدت لطيفة البوحسيني، الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية، هدير الاحتفالات التي لا يهدأ في كثير من المدن، مشددة أنه هدير يبعث رسالة واضحة، مفادها الإمعان في الإهانة… إهانة من يرفض أن يسمع صوتا آخر غير صوت بكاء الأطفال وأنين الأمهات… هناك، حيث الوجع عنوانا والأحزان وجهة والآلام موطنا.

وتابعت البوحسيني في تدوينة عبر فيسبوك، “بدل أن تنكس الرايات، ها أنتم، وبكل وقاحة تخططون للفرح وترتبون لإعلان البهجة وتطلقون شهب المسرات… أيام بلياليها، توجهون الدعوات وتستحثون أجزاء من الطبقة الاجتماعية المنتمية إلى قيم الاستهلاك والغارقة في الملذات والفاقدة لأي حس “سياسي” بمعناه النبيل وغير المبالية بما يخفيه المستقبل، لتلتحق بركب السرور والسعادة. ..سعادة بلهاء، مقرفة”.

واسترسلت: “لا يؤلمكم ولا يخجلكم سقوط ضحايا التجويع والمقتلة الجارية أمام أعين العالم بشكل يومي وبالمئات.. فقدتم الشعور بالآدمية وانطويتم على تفاهتكم وانزويتم في الركن المريح حيث تزدهر بلادتكم في بحث مضن عن اطمئنان لن يطول”.

وأضافت البوحسيني مخاطبة الفاعلين: “كونوا على يقين أن تجاهلكم لمعاناة شعب يقاوم من أجل حقه في أرضه، ورقصكم على دموع الأمهات والثكالى، لن يدوم… سيؤدي ثمنه أحفادكم”.

وأردفت: “الكلفة ستكون باهظة، ولن يقدر أهميتها إلا من سيجد نفسه وجها لوجه أمام الحرمان الكلي منها… إنها كلفة الحرمان من الحرية ومن الكرامة ومن الأرض… الأرض التي استكثرتم على الشعب الفلسطيني اليوم حقه في الدفاع عنها… تيقنوا أن أحفادكم سيعانون الويلات من خطاياكم وتجاهلكم وانغماسكم اليوم بل وتحالفكم مع أكبر مجرمي زمننا هذا”.

وتابعت: “احتفلوا كما تريدون… فرجع صدى هذا الاحتفال ينزل وبالا علينا … بئس الاحتفال وبئس الفرح حينما يتغذى من غياب الضمير وانعدام الأخلاق وانتفاء الوعي”.

وخلصت البوحسيني للقول: “لا شيء يجمعني بكم ومعكم… لا الأرض ولا السماء ولا الهواء… أما الوطن، فأنتم لا تعرفون له عنوانا… قد يعثر أحفادكم على بصيص ضوء للبحث عنه… من أجل هؤلاء الأحفاد، أعاند للحفاظ على بعض المعنى”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة