كلاش بريس /! الرباط.
كشفت بيانات أممية حديثة أنّ قيمة الواردات الإسرائيلية من الجزائر تجاوزت 32 مليون دولار خلال سنة 2024، وهو رقم يعيد طرح أسئلة عميقة حول التناقض الصارخ بين خطاب الجزائر وواقعها الفعلي
ففي الوقت الذي يقدّم فيه النظام الجزائري نفسه كأشدّ المدافعين عن القضية الفلسطينية والرافضين لأي شكل من أشكال التطبيع، تظهر الإحصائيات أنّ منتجات جزائرية متنوعة، من مواد كيميائية ومركبات معادن نفيسة كالذهب والفضة والبلاتين، وصولًا إلى نظائر مشعة ذات استعمالات طبية وتقنية، وجدت طريقها إلى السوق الإسرائيلية.
هذا الوضع يكشف عن نفاق واضح: خطاب سياسي وإعلامي يزايد على الفلسطينيين ويصوّر الجزائر كحصن الممانعة، بينما الواقع يثبت أن مسارات تجارية خفية تتيح لإسرائيل الاستفادة من صادرات جزائرية حساسة وذات قيمة استراتيجية. إنها ازدواجية تنسف كل الشعارات المرفوعة، وتحوّل القضية الفلسطينية إلى ورقة للاستهلاك الدعائي لا أكثر.
وبين ما يُقال وما يُمارس فعليًا، يظهر النظام الجزائري كمن يوظف فلسطين مطيّة لتثبيت شرعيته السياسية داخليًا، في حين تنكشف الحقائق الدولية لتضعه أمام امتحان المصداقية. وهكذا يظل التناقض عنوانًا بارزًا: عداء معلن فوق المنابر، وتجارة واقعية مع من يُقدَّم للشارع الجزائري كعدو مطلق.
