من وراء الشاشات.. منصات “الفتنة ” تتطاول على حماة الوطن

29 مايو 2025
من وراء الشاشات.. منصات “الفتنة ” تتطاول على حماة الوطن

كلاش بريس

في زمن أصبحت فيه الشهرة أسهل من أي وقت مضى، خرج علينا شخص مغمور من وراء شاشة في كندا، يدّعي “جريندو ” …اسم يتحدث باسم التغيير، وهو لا يملك من أدوات الإصلاح إلا مقاطع فيديو لا تتجاوز دقيقتين، مليئة بالافتراء، خالية من الحجة، هدفها واحد: ضرب الثقة في مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأمن الوطني والدرك الملكي.

التغيير لا يصنعه صراخ اليوتيوب ولا صدى الكلمات المنفلتة من وراء البحر. التغيير الحقيقي يأتي من داخل الوطن، من العمل، من الكفاح، من النقد البنّاء، وليس من مقاطع مفبركة هدفها الوحيد خلق “البوز” وركوب “الطوندونس”.

كيف لمن يعيش في نعيم كندا، لا يعرف شيئًا عن تضاريس الوطن ولا تحدياته، أن ينصب نفسه وصيًّا على مؤسسة بحجم الأمن والدرك؟ هل أصبح الافتراء بطولة؟ وهل تحوّلت الوطنية إلى “ترند” موسمي يحصد به المال من عرق مشاهدات اليوتيوب والتيك توك؟

منصة “التحدي” التي تدّعي الدفاع عن الحق، تحوّلت إلى منبر تحريضي لا يفرّق بين النقد المشروع والاتهام المجاني. وكل من يتابع هذه المقاطع سيلاحظ شيئًا مشتركًا: التحامل الممنهج، استهداف الأسماء الوازنة، وتركيب سيناريوهات خيالية لا علاقة لها بالواقع.

من يراقب هذه الخرجات المتكررة، سيفهم أن الهدف ليس الإصلاح، بل التشويش والتشويه، ومحاولة ضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته. لكن من يعرف هذا الشعب، يعلم جيدًا أن وعيه لا يُخترق بهذه السهولة، وأن ثقته لا تهتز بخزعبلات شخص يختبئ خلف شاشة ولا يجرؤ حتى على مواجهة الواقع عن قرب.

الرسالة واضحة: لن يكون اليوتيوب منصة لتصفية الحسابات، ولن يتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة للتشويه والتخوين. والتغيير الحقيقي لا يُصنع بالضجيج، بل بالرجال الصادقين، من داخل الوطن،

المغاربة، بكل فئاتهم، يعرفون جيدًا من يحمي هذا الوطن، ويُقدّرون حجم التضحيات التي تقدمها مؤسسات الأمن والدرك والجيش. ثقتهم في هذه المؤسسات ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تاريخ طويل من الوفاء والاستقرار والنجاحات الميدانية. لذلك، من العبث الاعتقاد أن بضع دقائق من الكلام المنفلت قادرة على التأثير في وعي شعب يعرف من عدوه ومن حليفه. المغاربة يميّزون بين من يحرص على أمنهم، ومن يلهث وراء المشاهدات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة