كلاش بريس / مكناس
شيّعت مدينة مكناس، بعد صلاة عصر يوم الاثنين 1 شتنبر 2025، بمقبرة سيدي عياد بحي الزيتون، جثمان الراحل حسن كمون، رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، وعضو المجلس الوطني لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وأحد الوجوه البارزة في الحركة الحقوقية والديمقراطية بالمغرب.
وقد حضر مراسيم التشييع جمع غفير من رفاق الفقيد وأصدقائه، إلى جانب شخصيات سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية، يتقدمهم الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي عبد السلام العزيز، الذي ألقى كلمة مؤثرة في وداع الراحل، مشيداً بمساره النضالي الطويل ووفائه لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية.
وقال عبد السلام العزيز في كلمته:
“نفقد برحيل حسن كمون مناضلاً صلباً وإنساناً خلوقاً، عاش حياته كلها مدافعاً عن مبادئ الحق والعدالة، ودفع ثمن قناعاته من صحته وحريته، لكنه ظل ثابتاً لا يلين. كان نموذجاً للاستقامة ونكران الذات، وصوتاً حاضراً في كل المعارك الديمقراطية والحقوقية، من سنوات الرصاص إلى مسار العدالة الانتقالية. ترك لنا إرثاً نضالياً غنياً وسيرة عطرة ستلهم الأجيال القادمة”.
ويُعد الفقيد من الوجوه التي طبعت مسار الحركة اليسارية والحقوقية في المغرب منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث انخرط في صفوف الشبيبة الاتحادية والفصيل الطلابي “رفاق الشهداء”، قبل أن يعتقل سنة 1984 خلال الهجمة التي استهدفت المناضلين اليساريين. كما كان من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، ومن الوجوه المؤسسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى مهامه على رأس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، وانخراطه في التحالف الدولي ضد الاختفاء القسري والاتحاد الوطني للمهندسين.
وعلى المستوى الحزبي، كان حسن كمون أحد أبرز الداعمين لوحدة اليسار، مشاركاً بفعالية في كل محطات الاندماج التي أفضت إلى تأسيس حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي ظل منخرطاً في هياكله حتى آخر لحظة.
الفقيد، الذي كان يعمل مهندساً بوزارة الفلاحة وخبيراً لدى منظمات دولية في قضايا التنمية المستدامة، عُرف أيضاً بخصاله الإنسانية وأخلاقه العالية، كما أكد مقربون منه.
وقد خيّم حزن عميق على أجواء الجنازة، حيث ردد المشيعون كلمات الوداع والتقدير لمسار رجل وصفوه بـ”المناضل الصامد ورجل المواقف الصعبة”.