مع الدخول المدرسي.. “المكتبات” تعيش عصرها الذهبي بين إقبال الأسر وتحديات الأسعار

3 سبتمبر 2025
المكتبات الدخول المدرسي

كلاش بريس

مع بداية شهر سبتمبر من كل عام، تتحول المكتبات ومحلات بيع اللوازم المدرسية في مختلف المدن المغربية إلى خلايا نحل لا تهدأ.

إنه “موسم الذروة” السنوي الذي ينتظره أصحاب المكتبات بفارغ الصبر، حيث تنعش جيوبهم وتعوض حالة الركود التي عاشوها طوال أشهر الصيف.

ومع قرب موعد انطلاق الدراسة الفعلية للموسم الدراسي 2025-2026، الذي حددته وزارة التربية الوطنية في الثامن من سبتمبر، بدأت الحركية التجارية في ذروتها. الأسر المغربية، بثقل مصروفات الصيف على كاهلها، تتجه إلى المكتبات لتجهيز أبنائها بالكتب والدفاتر والأدوات اللازمة، في مشهد يتكرر كل سنة.

رواج تجاري في مواجهة تحديات اقتصادية

يشكل هذا الموسم دفعة قوية للقطاع، حيث يؤكد الكتبيون أن الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية يتركز بشكل أساسي على:

  • الكتب المدرسية: التي تعتبر الأولوية القصوى لكل قائمة لوازم.
  • الدفاتر: بأنواعها وأحجامها المختلفة، التي تشكل جزءًا أساسيًا من مستلزمات كل تلميذ.
  • الأدوات الأساسية: مثل الأقلام، والمقلمات، والحقائب، وعلب الألوان.

ومع أن هذا الرواج يُعد مصدر رزق رئيسي للمكتبات، إلا أنه يأتي مصحوبًا بتحديات اقتصادية تثقل كاهل الأسر. ففي الوقت الذي أكدت فيه رابطة الكتبيين بالمغرب أن أسعار الكتب المدرسية العمومية لم تشهد أي زيادة بفضل الدعم الحكومي، يظل القلق الأكبر مرتبطًا بأسعار الكتب المستوردة التي تخص المدارس الخاصة، والتي تشهد ارتفاعات ملحوظة وغير مراقبة.

مبادرات جديدة تخلق حيوية في الأحياء

شهد هذا الموسم تغيرًا مهمًا كان له تأثير مباشر على المكتبات الصغيرة في الأحياء. فبعد استبدال مبادرة “مليون محفظة” التي كانت تمنح الحقائب والأدوات للتلاميذ بدعم مادي مباشر للأسر، أصبح أولياء الأمور يتوجهون بأنفسهم إلى المكتبات لشراء اللوازم، مما أعاد الحيوية إلى هذه الفضاءات وجعلها في قلب عملية الدخول المدرسي.

وفي ظل هذا الزخم، يفضل بعض الآباء والأمهات شراء اللوازم المدرسية بشكل تدريجي وعلى دفعات للتخفيف من العبء المالي. كما يختار البعض الآخر البحث عن الكتب المستعملة التي تباع في أسواق خاصة، مما يعكس مرونة الأسر في التعامل مع التحديات الاقتصادية.

وفي النهاية، يبقى هذا الوقت من السنة ليس مجرد موسم تجاري، بل هو محطة سنوية تعكس حيوية المجتمع المغربي، وتفاعله مع متطلبات التعليم، وتؤكد على أن المكتبات، بكتبها ودفاترها، لا تزال تمثل شريانًا حيويًا في مسيرة المعرفة والتعلم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة