كلاش بريس / الرباط
جيل “زد” هو الجيل المولود بين سنتي 1996 و2010/2012، في زمن الإنترنت والعولمة. يُطلق على هؤلاء الشباب أيضاً اسم “الزومرز” (Zoomers) نسبة إلى كلمة “Zoom” أي التحرك بسرعة، إشارة إلى خفتهم الرقمية، وتجذرهم العميق في التكنولوجيا الحديثة، ونمط حياتهم المتصل دوماً بالعالم الرقمي. وهذا يعني عملياً أن المعلومة تنتقل بسرعة فائقة داخل مجتمعهم، وأنها تكون غالباً نابعة من تجاربهم الشخصية. لذلك، فإن محاولة التأثير عليهم عبر وسائل الإعلام التقليدية لا جدوى منها.
يسميهم البعض أيضاً “الجيل الصامت”، بمعنى أنهم لا يبوحون كثيراً بمشاعرهم أو مشاكلهم أو خيباتهم. إنهم يعرفون ما يريدون، ويسعون لتحقيقه مهما كلف الأمر.
الجانب الآخر لهذا الذهن العملي هو أنهم ينسحبون بسرعة إذا لم يشعروا بالاهتمام أو الانتماء. وهذا يعني ببساطة أنه إذا لم يحصلوا على ما يريدون، فسوف يرحلون إلى مكان آخر (واعترفوا أن رؤية فئة عمرية كاملة تغادر بلدها ليس بالأمر الجميل).
يتعامل الزومرز مع العمل بطريقة مختلفة تماماً عن الأجيال السابقة: فهم أقل التزاماً بالقواعد التقليدية، يعتبرون الأعراف شيئاً اعتباطياً يجب تغييره إن لم يعد صالحاً، ويميلون إلى تنظيم أفقي في بيئة العمل. هذا يعني أن أي سلطة مفروضة يجب أن تكون منطقية ومقبولة لديهم. كما يعني أيضاً أن المقاربة الأمنية التي تُعتمد اليوم معهم غير مجدية.
كما يُولي الزومرز أهمية كبرى لرفاههم الشخصي، ولتحقيق ذواتهم في الدراسة أو في العمل، ولعلاقات جيدة مع أقرانهم. وهذا ما سيحمينا من الانتهازيين الذين رأيناهم يتكاثرون في السنوات الأخيرة.
هؤلاء الشباب ليسوا منخرطين كثيراً في الأحزاب أو التنظيمات الرسمية، والتاريخ السياسي للبلاد بالنسبة لهم مجرد “ماضي بسيط”،
“مقتطف من تدوينة للسوسيولوجية المغربية سميرة مزبار”