..
اسماعيل بويعقوبي _ كلاش بريس
في تحول لافت يعكس نضجا دبلوماسيا ووعيا جيواستراتيجيا متقدما، أعلنت جمهورية كينيا اليوم الاثنين 26 ماي،عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل واقعي ومستدام للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. هذا القرار يأتي بعد سنوات كانت فيها نيروبي تُعد معقلا تقليديا لخطاب الانفصال، بل ومن أبرز المؤيدين لجبهة “البوليساريو” داخل القارة الإفريقية.
قرار نيروبي التي لطالما احتضنت المواقف المناهضة للوحدة الترابية للمغرب، باتت اليوم ترى في مقترح الرباط حلا واقعيا لا يمكن تجاهله وهو ماعبر عنه الرئيس الكيني وليام روتو قبل أزيد من سنتين مباشرة بعد تعيينه كون بلاده لم تعد تعترف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”بالرغم من محاولات الدرع الاعلامي للطرح الانفصالي التقليل من أهمية القرار سيما بعد سحب روتو لتغريدته .
الرئيس الكيني عاد بعدها ليؤكد توجه نيروبي الداعم للوحدة الترابية المغربية أثناء حديثه عن إصلاح مجلس الأمن الدولي، حيث أشار روتو إلى أن الاتحاد الإفريقي يضم 54 دولة، متجاهلا بذلك جبهة البوليساريو التي تعتبر نفسها الدولة العضو ال55 في الاتحاد موجها بذلك ضربة موجة للجزائر التي حاولت بشتى الوسائل ثني نيروبي عن تغيير موقفها التقليدي.
التحول الكيني لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي المتغير، فالدول الافريقية برمتها بات تدرك أكثر من أي وقت مضى أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يُجسد مخرجا عقلانيا ومستداما لهذا النزاع المفتعل الذي عمر لأزيد من خمسة عقود، يحفظ السيادة المغربية من جهة، ويضمن لسكان الأقاليم الجنوبية إدارة شؤونهم المحلية تحت راية المملكة من جهة أخرى.
