كوكايين ومكتب البوشي.. ابن تبون يعود من الواجهة الخلفية!

31 مايو 2025
كوكايين ومكتب البوشي.. ابن تبون يعود من الواجهة الخلفية!

كلاش بريس

يبدو أن حكاية 701 كيلوغرام من الكوكايين قررت الخروج من سباتها، ليس بفضل جهود الدولة، بل بفضل فيديو جديد يفضح ما تمّ ستره بشريط العدالة الجزائرية اللاصق. فقد عاد شبح القضية الأشهر في تاريخ الكوكايين الجزائري، ليطارد عبد المجيد تبون، لا كرئيس للجمهورية هذه المرة، بل كـ”والد خالد”.

الفيديو، الذي انتشر على يد المعارض أمير دي زاد، لا يحمل مشهداً درامياً من فيلم “ناركوس الجزائر”، بل لقاء حميماً داخل مكتب كمال شيخي، المعروف بـ”البوشي”، جمعه بخالد تبون، النجل المُبجَّل للرئيس، والذي سبق أن “بُرئ” بقدرة قادر، بعد أن صعد والده إلى عرش المرادية.

المثير في القصة ليس اللقاء بحد ذاته، بل توقيته، وموقعه، وهوية الأبطال. مكتب البوشي؟ ما الذي يفعله ابن الوزير الأول السابق، والرئيس الحالي، هناك؟ مقابلة عمل؟ عقد صفقة لحوم مجمدة؟ أم فقط زيارة ودّية تحت شعار “عارفوه من بعيد”؟

تبون الأب لطالما حاول التملص من أي علاقة جادة بين نجله وتاجر اللحوم/الكوكايين، مكتفياً بالقول إن العلاقة كانت “سطحية”. لكن الفيديو يعيد فتح الجرح القديم، ويكشف أن السطحية عند النظام الجزائري قد تعني زيارات خاصة داخل المكاتب المغلقة لبارونات التهريب.

ولا ننسى أن هذه القضية التي تفجرت سنة 2018 كانت، وما تزال، من أكبر فضائح التهريب والفساد في تاريخ الجزائر. لكن، ورغم ضخامتها، سقطت الأسماء الثقيلة بسهولة، كما يسقط حجر السكر في شاي دافئ. البوشي حوكم، أما من كان يحيط به من “المعارف”، فقد اختفوا من ملفات التحقيق، ربما لأن ملفاتهم حفظت في أدراج أخرى.. في أماكن أكثر “رئاسية”.

والأجمل من كل هذا أن والد خالد، تبون نفسه، كان في ذلك الوقت “الوزير الأول”، أي في قلب النظام. وبعدها صار رئيساً، ليتحول خالد من ابن مسؤول إلى ابن فخامة الرئيس، وبقدرة القضاء الوطني العجيب، تمت “تبييض” صفحته، أسرع من تبييض أموال الحاويات!

باختصار، يبدو أن الجزائر لا تعاني من تهريب الكوكايين بقدر ما تعاني من تهريب المسؤولية، وتبييض الجرائم، وتخدير الشعب بحكايات الإصلاح ومحاربة الفساد، بينما الحقائق تتنقل في فيديوهات قادمة من الخارج، لأن الداخل يعيش في ظلام الرقابة والتكتم.

فهل ننتظر مسلسل “البوشي وخالد – العودة”، أم أن الحلقة الأخيرة قد كُتبت بالفعل، بعنوان: “العدالة العرجاء في جمهورية اللحوم والكوكا”؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة