:
كلاش بريس /. الرباط
في خطوة مفاجئة وُصفت بـ”الزلزال السياسي” داخل جبهة البوليساريو، خرج القيادي البارز والمعروف بمعارضته الشديدة لإبراهيم غالي، البشير مصطفى السيد، بتصريحات مثيرة أقرّ فيها بشكل صريح بتفوق المغرب دبلوماسيًا ونجاحه المتزايد في فرض مبادرة الحكم الذاتي كالحل الوحيد والواقعي لنزاع الصحراء.
وفي ملاحظات مكتوبة تم تداولها على نطاق محدود، وجّه البشير مصطفى السيد انتقادات لاذعة لقيادة الجبهة، متسائلًا بمرارة: “ما هي خطتنا لمواجهة هذا التفوق المغربي؟” قبل أن يُجيب: “لا توجد خطة… هناك غياب للتصور وقصور في الإرادة!”.
الأخطر في هذه التصريحات هو اعترافه بأن الإنجازات التي تحققها الدبلوماسية المغربية، خاصة في ما يتعلق بتزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي، لم تعد مجرد دعاية أو وهم، بل أصبحت واقعًا يفرض نفسه على الأرض، ويُربك حسابات قيادة البوليساريو.
هذا الخروج العلني غير المسبوق من طرف أحد أبرز قيادات الجبهة، والذي سبق أن نافس غالي على زعامتها، يعكس حجم التصدع الداخلي والتخبط الذي تعيشه البوليساريو، في ظل سلسلة من الإخفاقات السياسية والحقوقية، واستمرار الاتهامات بانتهاك حقوق الصحراويين والموريتانيين في مخيمات تندوف.