كلاش بريس / ع عياش
يشهد قطاع التربية والتعليم في المغرب منذ سنوات نقاشًا متجددًا حول أعطابه البنيوية وإصلاحاته المتعثرة، بين إشكالات الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، وتراجع جودة التعلمات، وتفاقم الهدر المدرسي، وبين محاولات الدولة إعادة هيكلة المنظومة عبر برامج إصلاحية متعاقبة، آخرها خارطة الطريق 2022-2026.
وفي تصريح خصّ به “كلاش بريس” ، تحدث المصطفى صائن، رئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، عن أبرز الملفات التعليمية التي تؤرق الأسر المغربية، بدءًا من الاكتظاظ والرقمنة، وصولاً إلى غلاء الكتب وتحديات تقييم المؤسسات.
في شق الاكتظاظ، أكد الصائن أن الظاهرة من أخطر مشاكل المدرسة العمومية، إذ ساهمت في تراجع المردودية وارتفاع نسب الهدر المدرسي. وقال إن مشروع “مدارس الريادة” الذي أطلقته الوزارة يهدف إلى التقليص من هذه الظاهرة عبر تحديد سقف 30 تلميذًا في القسم بالسنة الأولى ابتدائي، و36 تلميذًا في باقي المستويات، مع إعادة ترتيب البنيات التربوية وإحداث مدارس جديدة.
وبخصوص التعليم الرقمي، أوضح أن إدماج التكنولوجيا في المدرسة المغربية بدأ منذ سنوات مع برنامج “جيني”، لكنه عرف قفزة ملحوظة خلال جائحة كورونا. وأضاف أن خارطة الطريق الحالية تركز على تجهيز المؤسسات بالأنترنت والوسائط الرقمية، وتوزيع حواسيب على الأساتذة، وإطلاق برامج للتكوين في البرمجة والروبوتيك، إلى جانب منصات رقمية مثل TelmidTICE وDigiSchool 2025.
أما في ما يتعلق بتقييم الأداء، شدد صائن على أن الوزارة تتابع نتائج مدارس الريادة عبر زيارات ميدانية وتقييمات خارجية يشرف عليها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، إلى جانب تقارير جمعيات الآباء والأمهات، بهدف ضمان النجاعة وربط المسؤولية بالمحاسبة
. وفيما يخص غلاء الكتب، أوضح الصائن أن الأسعار الرسمية لم تعرف تغييرات في التعليم العمومي، لكن التعليم الخصوصي يفرض كتبًا مستوردة بأسعار مرتفعة ترهق ميزانيات الأسر.
ودعا المصطفى صائن الحكومة إلى إعفاء هذه الكتب من الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، والعمل على تعزيز الإنتاج المحلي لضمان السيادة التعليمية.
وختم رئيس الفيدرالية تصريحه لـ كلاش بريس قائلاً: *”الإصلاحات تحتاج وقتًا وموارد، لكن الأهم أن تكون لها آثار ملموسة على حياة التلميذ المغربي
ان قانون حرية الأسعار و المنافسة لا يفرق بينهما
يحب مراجعة البرامج والمناهج والمقررات التعليمية…