فيديو “الرقص داخل غرفة العمليات” يثير جدلاً واسعاً في المغرب

8 يوليو 2025
فيديو “الرقص داخل غرفة العمليات” يثير جدلاً واسعاً في المغرب

.
كلاش بريس / الرباط

أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة جدل في المغرب، بعد أن وثق لحظات من داخل غرفة عمليات يُرجح أنها في مستشفى مغربي، حيث ظهر طاقم طبي وهو يجري عملية جراحية وسط أجواء احتفالية مصحوبة بموسيقى شعبية راقصة.

وعبر العديد من رواد المنصات عن غضبهم الشديد، معتبرين أن ما جرى داخل غرفة العمليات “استهتار بصحة الإنسان”، مطالبين بفتح تحقيق عاجل قد ينتهي باتخاذ إجراءات صارمة تصل إلى سحب تراخيص مزاولة المهنة. وكتب أحدهم: “ما جرى مهزلة بكل المقاييس، يجب محاسبتهم”، فيما أضاف آخر: “الضحك والرقص داخل غرفة العمليات يُفقد الفريق تركيزه، ويُعرّض حياة المريض للخطر، كما يُسيء إلى سمعة المؤسسة الصحية برمتها”.

في المقابل، برزت أصوات تدافع عن الطاقم الطبي، مشيرة إلى أن تشغيل الموسيقى أثناء العمليات الجراحية هو أمر معمول به في كبرى المستشفيات العالمية، بل ويُوصى به لتحسين التركيز وتخفيف التوتر داخل غرف العمليات. وعلق أحدهم قائلاً: “الموسيقى ليست بدعة مغربية، بل اختيار معتمد في مستشفيات أوروبا وأمريكا، وبعض الأطباء يتفقون مع المرضى مسبقاً على نوع الأغاني التي يُفضّلون سماعها أثناء العملية”.
.
ويرى مغاربة أن خطورة مثل هذه التصرفات لا تتوقف عند الجانب الأخلاقي فقط، بل تمتد إلى المخاطر التقنية المرتبطة بضعف التركيز، واحتمال تلويث الأجواء المعقمة، وخرق بروتوكولات العمل الجراحي، ما قد يُعرّض حياة المريض لمضاعفات خطيرة أو حتى الموت.

و شدد مختصون على أن الفرق شاسع بين موسيقى خافتة موجهة لتحسين التركيز، وبين أجواء راقصة تتخللها الضحكات والحركات، بما يُخرج الطاقم عن طابعه المهني، ويخلق جواً عبثياً لا يليق بمقام العملية الجراحية.

الحادث يعيد إلى الواجهة الحاجة إلى تشديد الرقابة داخل المستشفيات، وتعزيز الوعي لدى الأطر الطبية بخطورة الانزلاقات السلوكية داخل فضاء حساس يُفترض أن تُحترم فيه أقصى درجات الانضباط والمسؤولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة