كلاش بريس – الرباط
في سابقة خطيرة ومؤسفة تعكس مدى الفوضى والتسيب الذي يضرب أركان كرة القدم الإفريقية، احتجزت سلطات مطار عبيد أماني كارومي الدولي بمدينة زنجبار بعثة نادي نهضة بركان المغربي لساعات طويلة، فور وصولها للمطار قادمة من وجدة. هذا التصرف المشين، الذي وصفه مقربون من البعثة بـ”المتعمد والمستفز”، يثير تساؤلات حادة حول نزاهة المنافسة القارية وصمت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) المخزي.
فبعد رحلة ماراثونية تجاوزت التسع ساعات، تفاجأ لاعبو وإداريو “البرتقالي” بمعاملة سيئة وغير لائقة، حيث أجبروا على افتراش الأرض في صالة المطار لساعات طويلة، بحجة واهية تتعلق بـ”عطل تقني” في نظام الجوازات. وهو ادعاء يناقضه الواقع، حيث لم يتم السماح حتى بلاعب أو اثنين بالعبور، مما يؤكد أن الأمر برمته مناورة مكشوفة لتعطيل وإرهاق الفريق المغربي قبل مواجهته الحاسمة في إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية ضد سيمبا التنزاني.
المثير للاستنكار هو الغياب التام لأي مخاطب رسمي من الجانب التنزاني، وحتى مسؤولي الكاف الذين كانوا متواجدين، لم يسمح لهم بدخول المطار للمساعدة في إيجاد حل لهذا الموقف المهين. هذا الصمت المطبق من قبل الهيئة الكروية القارية يضع علامات استفهام كبرى حول دورها في حماية الأندية المشاركة وضمان تكافؤ الفرص في المنافسات الإفريقية.
إن ما تعرضت له بعثة نهضة بركان ليس مجرد “عطل فني”، بل هو تصرف عدواني ومقصود يهدف إلى التأثير على معنويات اللاعبين وإرباك تحضيراتهم. فهل أصبحت ملاعب القارة السمراء مسرحًا لمثل هذه الممارسات غير الرياضية والبعيدة عن الروح التنافسية الشريفة؟ وهل سيظل الكاف يتفرج على هذه المهزلة دون اتخاذ إجراءات رادعة تضمن عدالة المنافسة وتحمي سمعة كرة القدم الإفريقية؟
إن هذا الحادث يكشف عن وجه قبيح لممارسات قديمة-جديدة تهدف إلى تصفية الحسابات بعيدًا عن المستطيل الأخضر، وهو ما يتطلب موقفًا حازمًا وفوريًا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لضمان عدم تكرار مثل هذه الفضائح التي تسيء إلى سمعة القارة بأكملها.