“عطلة الوزراء” … والمطلوب قليل من الديمقراطية ؟؟

24 يوليو 2025
“عطلة الوزراء” … والمطلوب قليل من الديمقراطية ؟؟

كلاش بريس /. الرباط

مع اقتراب شهر غشت، يستعد وزراء الحكومة كعادتهم لقضاء عطلتهم السنوية بعد احتفالات عيد العرش. أسبوعان من الراحة، يتوقف خلالها مجلس الحكومة، وتُوزع المهام مؤقتًا لتفادي شلل في القطاعات الوزارية.
كل شيء يبدو عادياً في الشكل، لكن في العمق… هناك ما يُقلق الناس.

ففي الوقت الذي تعيش فيه فئات واسعة من المغاربة صيفاً ثقيلاً، يطبعه الغلاء وتضييق ذات اليد، تنفتح أبواب السماء لطبقة المسؤولين، التي لا تعاني لا من ارتفاع أسعار البنزين، ولا من أثمنة الفنادق، ولا من مشقة السفر الطويل.

المفارقة الكبرى أن المواطن البسيط، الذي بالكاد يُفكّر في نزهة ليوم واحد لأقرب شاطئ، بات يتساءل — وعلى سبيل المزاح المُر — عن مكان قضاء الوزراء لعطلتهم:
هل سيكتفون بالصويرة وإفران، أم أن المالديڤ وسويسرا وجهات لا تُقاوم؟

ومن وسط هذا المزاح الشعبي، خرج مطلب بسيط لكنه عميق:
“لماذا لا يعلن الوزراء والبرلمانيون والمسؤولون الكبار عن وجهات عطلتهم الصيفية، بكل صراحة؟”

قد يبدو الأمر ساذجاً، لكنه يحمل رسالة قوية:
إذا كنتم تطالبوننا بالصبر في ظل الأزمة، فعلى الأقل شاركونا الحقيقة.
أين تقضون أوقاتكم؟ كم تكلّف رحلاتكم؟ وهل تقضون عطلكم داخل الوطن أم خارجه؟

المغاربة لا يطلبون من وزرائهم التوقف عن السفر أو الاستمتاع، بل يطلبون ممارسة نوع بسيط من الديمقراطية الشفافة:
أخبِرونا أين أنتم، تمامًا كما تُخبرونا بخططكم الاقتصادية وبرامجكم الانتخابية.
في دول تحترم ذكاء شعوبها، لا يخجل المسؤول من نشر صوره وهو يقضي عطلة عادية في بلده، بين مواطنيه، لأن ذلك جزء من المصداقية، ومن الإحساس بالناس.

أما حين يتحول صيف المسؤول إلى حياة فارهة خلف الأسوار أو في جزر بعيدة، دون كلمة أو تبرير، فإن الشعور بالقطيعة يتفاقم، وتُصبح الثقة مسألة زمن فقط..

عطلة سعيدة …ليها المسؤولين ..بالصحة والراحة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة