كلاش بريس / بومهاوتي حسين
قال محمد الماغوط “وحدهم الفقراء يستيقظون باكرًا، حتى لا يسبقهم الى العذاب احد ”
في صمتٍ يختلط برائحة العرق والدقيق والدخان، تبدأ معاناة مئات النساء العاملات في المخابز والمقاهي والمحلبات. نساء يشتغلن في ظروف قاسية، دون عقود أو ضمان اجتماعي أو تغطية صحية، ويُطردن في الغالب بعد أسابيع من العمل، دون سابق إشعار.
سواء في حرارة المخابز أو زحام المقاهي أو كثرة المهام في المحلبات، تتقاسم العاملات نفس الهم: أجور هزيلة، غياب الاعتراف القانوني، واستغلال يومي لا يجد من يردعه. الأجر اليومي لا يتجاوز في كثير من الأحيان 50 درهمًا، مقابل ساعات طويلة من العمل الشاق.
الأسوأ من ذلك أن لا أحد يراقب. لجان التفتيش غائبة، والمشغّلون خارج المحاسبة، والسلطات في موقع المتفرج. أين وزارة الشغل وما تلاها من الادارات المعنية
ما تعيشه العاملات في هذه القطاعات غير المهيكلة ليس مجرد شقاء فردي، بل جرح نازف في جسد العدالة الاجتماعية. ولن يكون هناك كرامة حقيقية دون حماية هؤلاء “المنسيات” في دوامة القهر اليومي.
—