صيف التفاوت الصارخ… وطن واحد بطبقتين !!

3 أغسطس 2025
Les Lions de l'Atlas accueillis en héros

كلاش بريس / الصورة تعبيرية

في كل صيف تنكشف الهوة السحيقة التي تفصل بين فئتين من الشعب، فئة قليلة تستمتع بالرفاهية المطلقة، وفئة واسعة تسحقها حرارة الفقر وتكويها لهيب الحاجة. بلد واحد، لكنه يُقسم إلى عالمين متناقضين لا يربط بينهما شيء سوى اسم الوطن.

هناك من يمرحون في المنتجعات، يتنقلون بين الشواطئ الفاخرة والفنادق المصنفة، تحيط بهم مظاهر الترف من كل جانب: سيارات فارهة، أطباق مترفة، ملابس بأثمان خيالية، وجلسات يومية في مسابح خاصة لا يشعر فيها أصحابها بحرارة الصيف ولا بلهيب الأسعار.

في المقابل، هناك من يقضون صيفهم في قهر لا يُطاق، تحت مساكن بالكاد تقيهم من الشمس… لا يعرفون معنى العطلة ولا متعة الراحة، من يقضون أيامهم بين لهاث البحث عن الخبز وهمّ فواتير تتراكم دون رحمة.

التفاوت المعيشي في هذا البلد بلغ درجات فاحشة، لم يعد الأمر مجرد فرق في الدخل أو المستوى، بل صار انفصالاً كاملاً بين طبقتين لا تلتقيان. الأولى تعيش فوق السحاب، والثانية تُدفن كل يوم تحت رماد الحاجة والخذلان.

أي عدالة هذه التي تسمح لقلة أن تعيش كأنها في سويسرا، بينما الغالبية تعاني كأنها في جحيم مهجور؟ أي منطق يقبل أن يملك البعض كل شيء، بينما يُترك الآخرون للمجهول؟ أي مستقبل لهذا الوطن إذا ظل مقسّماً بين من يجترون التخمة وٱخرون ياكلون الحاجة

الوضع ليس عادياً، بل مهين. ما نراه في هذا الصيف لا يمكن الصمت أمامه، ولا تجميله بخطابات باردة أو أرقام رسمية عرجاء. ما يحدث فضيحة وطنية متواصلة، جريمة اقتصادية واجتماعية تمارس يومياً في حق الملايين.

انه اصبح ضروريا أن تُفتح أبواب العدالة الاجتماعية الحقيقية امام الكل فالطبقية بهذه الحدة غير مقبولة تماما .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة