كلاش بريس /. الرباط
فجأة ..ومع كل اقتراب للاستحقاقات الانتخابية، تُبعث الحياة فجأة في أجساد حزبية كانت خاملة لسنوات. تبدأ الوجوه السياسية المعروفة في الظهور على الشاشات، تُفتح مقرات الأحزاب، تنظم الندوات، وتُطلق التصريحات النارية حول الإصلاح والتغيير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
طوال السنوات الماضية ..غاب اخنوش و بنكيران عن قضايا المواطنين… لا مواقف واضحة، لا حضور فعلي في الميدان، ولا تواصل جاد مع القواعد الشعبية. وعندما يقترب موعد التصويت، تعود الوجوه ذاتها، بالكلمات ذاتها، تحاول استرجاع ثقة لم تُبنَ أصلاً، أو هُدمت بفعل التجاهل والخذلان.
الخطير في هذا النمط السياسي الموسمي، أنه يفرغ العمل السياسي من معناه، ويُحول الانتخابات إلى مجرد مناسبة إعلامية لاختبار قدرة الخطاب على الإقناع، لا قدرة الفعل على التغيير. وحين تصبح السياسة مجرد موسم، يصبح المواطن متفرجاً ساخطاً، لا فاعلاً مشاركاً.
إن تكرار نفس السيناريوهات يجعل الثقة بين المواطن والسياسة في تآكل مستمر. فحين يُختزل العمل السياسي في الحملات، ويُستغل الإصلاح كشعار انتخابي، نفقد جوهر التمثيلية والمساءلة، وندخل دائرة مغلقة من الوعود المؤجلة والواقع المعطل.
وهنا تبرز الأسئلة التي تحتاج إجابات صادقة:
لماذا لا تتحرك بعض الأحزاب إلا عند اقتراب الانتخابات؟
هل الإصلاح يُخطط له في لحظات انتخابية فقط؟
أين كان الخطاب السياسي طيلة السنوات التي مضت؟
وهل ما زال المواطن مستعدًا لتصديق نفس الأسطوانة؟
وأخيرًا، متى تتحول السياسة من موسمية إلى التزام دائم؟