كلاش بريس
قال الباحث في تحليل الخطاب والتواصل سعيد بنيس إن البيئة الرقمية أصبحت موقعاً لانتشار ثقافة الكراهية بين روادها، بفعل ما تتيحه من حرية في البوح والتعبير عن الآراء التي لا يستطيع الأفراد الإفصاح عنها في العالم الواقعي.
وأضاف بنيس أن الفضاء الافتراضي، الذي كان يُفترض أن يكون مجالاً للحرية والانفتاح، تحوّل اليوم إلى بؤر للتوتر الرقمي، حيث تسود داخله حروب لغوية وهوياتية ودينية وثقافية وإيديولوجية وعنصرية، يمكن تصنيفها ضمن ما سماه بـ”التصادم الديجيتالي”.
وأشار الباحث إلى أن خطورة هذا التصادم تكمن في إمكانية انتقاله من العالم الافتراضي إلى الواقع، مما قد يؤدي إلى تداعيات وخيمة على التعايش الاجتماعي والسلم المجتمعي.
وأوضح بنيس أن مظاهر هذا التصادم تتجلى في النعوت القدحية المتبادلة بين الناطقين بالأمازيغية والعربية، والصراعات بين أنصار فرق كرة القدم، والتعبيرات الرقمية المعادية أو المدافعة عن الإسلام، إلى جانب التدوينات التمييزية ضد المرأة، والنزوعات القدحية بين المنتمين إلى جهات ترابية مختلفة، أو بين المدافعين عن الدولة والمنتقدين لها.
وأكد بنيس أن البيئة الافتراضية انزاحت عن ديناميتها الأصلية القائمة على الانفتاح والتداول والتسامح والتعايش، لتتحول إلى فضاء للعنف الديجيتالي وخطاب الكراهية والإقصاء الثقافي والتنمر الإيديولوجي.
وختم الباحث تدوينته بالتنبيه إلى أن هذه التحولات تُنذر بتقويض أسس التواصل الإنساني، داعياً إلى استعادة روح الحوار والاعتدال في العالم الرقمي قبل أن يمتد “التصادم الديجيتالي” إلى الواقع الاجتماعي.
–


















