رئيس وزراء السويد : صورة السلطة برقي وأخلاق

9 أغسطس 2025
رئيس وزراء السويد : صورة السلطة برقي وأخلاق

حسين بومهاوتي

تختزل الصورة أعلاه كل شيء بالنسبة لنا كعرب… فهي تعبر عن مقتضيات النظام الديمقراطي الحقيقي، نظام مونتيسكيو ومبدأ فصل السلط، كما تختزل احترام الذات واحترام الآخر.

لكننا نتساءل: لماذا يتصرف المسؤولون في بعض البلدان برقي واحترام، بينما عندنا يتعالى أتفه مسؤول ويتطاول على الناس؟

هل يكمن الخلل في البنية النفسية والعقلية للمسؤول العربي، الذي تدفعه العجرفة والتعالي واستعباد الآخرين؟ أم في طبيعة المعتقد الديني؟ وهل ديننا يدعو للعجرفة والكبر؟ أم في طبيعة النظام السياسي الذي يفرز أشباه بشر يستعبدون الناس؟

الصورة البسيطة لموقف جد محترم تُظهر المسؤول يتصرف كمواطن عادي، وليس كـ”زيوس” إله الحرب والصواعق عند اليونان.

الناس وُلدوا أحراراً، لكن متى استُبعد هذا الحق؟

ديننا حارب الاستعباد والظلم، وحرر البشر من كل أشكال القهر، كما تلخص مقولة سيدنا عمر رضي الله عنه هذه الحقيقة.

لكن تحوير ديني لهذا المفهوم هو فعل مجموعة من البشر الذين يحبون أزمنة الاستعباد، ويلبسون الدين قيم الطاعة والجنود، متجاهلين قيمة الإنسانية المتعالية.

من الناحية التاريخية، يميل الإنسان العربي لا شعورياً للاستعباد، وهذا ما تكشفه السينما العربية بوضوح، حيث تكررت شخصيات الخادمة والطباخ والسائق والبواب كرموز في معظم الأعمال الفنية.

كما نجد في الفنادق المصنفة رجالاً ببشرة سوداء يقفون أمام أبوابها، وكأن هذا أمر طبيعي.

الأنظمة السائدة في أغلب الأقطار العربية ترفض المساواة وتمجد السلطة والعجرفة، وتعتبرها أمراً طبيعياً حتى وإن تجاوزت حدودها بالتعالي والظلم.

في عالم أصبح قرية صغيرة، يرى الجيل العربي الجديد أن هناك أنظمة أخرى لا تسمح بوجود التافهين في مناصب المسؤولية.

قال عمر ابن عبد العزيز للحسن البصري:
“بمن أستعين على الحكم؟”
فأجابه:
“يا أمير المؤمنين، لا تستعن بأهل الدنيا، فلا حاجة لك بهم، وأهل الدين لا حاجة لك بهم.”
فاستغرب وقال:
“فبمن أستعين إذن؟”
قال:
“عليك بأهل الشرف، الشرف يمنعهم عن الخيانة.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة